تفسير الصافي ج۳ ص۲۳۲
تفسير نور الثقلين ج۳ ص۲۴۶
شناسه حدیث : ۳۹۵۲۸۴ | نشانی : تفسير نور الثقلين , جلد۳ , صفحه۲۴۶ عنوان باب : الجزء الثالث سورة الكهف [سورة الكهف (18): الآیات 1 الی 13] قائل : امام صادق (علیه السلام) ، پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : وَ قَوْلُهُ: عَزَّ وَ جَلَّ: «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَ اَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً» 
يَقُولُ: قَدْ آتَيْنَاكَ مِنَ الْآيَاتِ مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْهُ، وَ هُمْ فِتْيَةٌ كَانُوا فِي الْفَتْرَةِ بَيْنَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ أَمَّا الرَّقِيمُ فَهُمَا لَوْحَانِ مِنْ نُحَاسٍ مَرْقُومٌ مَكْتُوبٌ فِيهِمَا أَمْرُ الْفِتْيَةِ وَ أَمْرُ إِسْلَامِهِمْ، وَ مَا أَرَادَ مِنْهُمْ دَقْيَانُوسُ الْمَلِكُ، وَ كَيْفَ كَانَ أَمْرُهُمْ وَ حَالُهُمْ وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: كَانَ سَبَبُ نُزُولِ سُورَةِ اَلْكَهْفِ أَنَّ قُرَيْشاً بَعَثُوا ثَلَثَةَ نَفَرٍ إِلَى نَجْرَانَ : اَلنَّضْرَ بْنَ اَلْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ ، وَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ ، وَ اَلْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ اَلسَّهْمِيَّ ، لِيَتَعَلَّمُوا مِنَ اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى مَسَائِلَ يَسْأَلُونَهَا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَخَرَجُوا إِلَى نَجْرَانَ إِلَى عُلَمَاءِ اَلْيَهُودِ ، فَسَأَلُوهُمُ فَقَالُوا: اِسْأَلُوهُ عَنْ ثَلَثَةِ مَسَائِلَ، فَإِنْ أَجَابَكُمْ فِيهَا عَلَى مَا عِنْدَنَا فَهُوَ صَادِقٌ، ثُمَّ سَلُوهُ عَنْ مَسْئَلةٍ وَاحِدَةٍ، فَإِنِ اِدَّعَى عِلْمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ قَالُوا: وَ مَا هَذِهِ اَلْمَسَائِلُ؟ قَالُوا: اِسْأَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ كَانُوا فِي اَلزَّمَنِ اَلْأَوَّلِ فَخَرَجُوا وَ غَابُوا وَ نَامُوا كَمْ بَقُوا فِي نَوْمِهِمْ؟ حَتَّى اِنْتَبَهُوا، وَ كَمْ كَانَ عَدَدُهُمْ، وَ أَيُّ شَيْءٍ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ غَيْرِهِمْ وَ مَا كَانَ قِصَّتُهُمْ؟ وَ اِسْئَلُوهُ عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حِينَ أَمَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَتَّبِعَ اَلْعَالِمَ وَ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ مَنْ هُوَ، وَ كَيْفَ تَبِعَهُ وَ مَا كَانَ قِصَّتُهُ مَعَهُ؟ وَ اِسْئَلُوهُ عَنْ طَائِفٍ طَافَ مَغْرِبَ اَلشَّمْسِ وَ مَطْلَعِهَا حَتَّى بَلَغَ سَدَّ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ مَنْ هُوَ؟ وَ كَيْفَ كَانَ قِصَّتُهُ؟ ثُمَّ أَمْلَوْا عَلَيْهِمْ أَخْبَارَ هَذِهِ اَلثَّلَثِ اَلْمَسَائِلِ، وَ قَالُوا لَهُمْ: إِنْ أَجَابَكُمْ بِمَا قَدْ أَمْلَيْنَا عَلَيْكُمْ فَهُوَ صَادِقٌ، وَ إِنْ أَخْبَرَكُمْ بِخِلاَفِ ذَلِكَ فَلاَ تُصَدِّقُوهُ، قَالُوا: فَمَا اَلْمَسْئَلَةُ اَلرَّابِعَةُ؟ قَالُوا: سَلُوهُ مَتَى تَقُومُ اَلسَّاعَةُ؟ فَإنِ اِدَّعَى عِلْمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ، فَإِنَّ قِيَامَ اَلسَّاعَةِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى. فَرَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ وَ اِجْتَمَعُوا إِلَى أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا: يَا بَا طَالِبٍ إِنَّ اِبْنَ أَخِيكَ يَزْعُمُ أَنَّ خَبَرَ اَلسَّمَاءِ يَأْتِيهِ وَ نَحْنُ نَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ فَإِنْ أَجَابَنَا عَنْهَا عَلِمْنَا أَنَّهُ صَادِقٌ وَ إِنْ لَمْ يُخْبِرْنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ كَاذِبٌ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : سَلُوهُ عَمَّا بَدَا لَكُمْ، فَسَأَلُوهُ عَنْ اَلثَّلَثِ اَلْمَسَائِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : غَداً أُخْبِرُكُمْ وَ لَمْ يَسْتَثْنِ، فَاحْتَبَسَ اَلْوَحْيُ عَلَيْهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، حَتَّى اِغْتَمَّ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ شَكَّ أَصْحَابُهُ اَلَّذِينَ كَانُوا آمَنُوا بِهِ، وَ فَرِحَتْ قُرَيْشٌ وَ اِسْتَهْزَؤُا وَ آذَوْا وَ حَزِنَ أَبُو طَالِبٍ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً نَزَلَ عَلَيْهِ سُورَةُ اَلْكَهْفِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا جَبْرَئِيلُ لَقَدْ أَبْطَأْتَ! فَقَالَ: إِنَّا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَنْزِلَ إِلاَّ بِإِذْنِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «أَمْ حَبَسْتَ» يَا مُحَمَّدُ «أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَ اَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً» 
ثُمَّ قَصَّ قِصَّتَهُمْ فَقَالَ: إِذْ أَوَى اَلْفِتْيَةُ إِلَى اَلْكَهْفِ فَقٰالُوا رَبَّنٰا آتِنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنٰا مِنْ أَمْرِنٰا رَشَداً 
. فَقَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَ اَلرَّقِيمِ كٰانُوا 
فِي زَمَنِ مَلِكٍ جَبَّارٍ عَاتٍ وَ كَانَ يَدْعُو أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى عِبَادَةِ اَلْأَصْنَامِ فَمَنْ لَمْ يُجِبْهُ قَتَلَهُ، وَ كَانُوا هَؤُلاَءِ قَوْماً مُؤْمِنِينَ يَعْبُدُونَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ وَكَّلَ اَلْمَلِكُ بِبَابِ اَلْمَدِينَةِ وُكَلاَءَ وَ لَمْ يَدَعْ أَحَداً يَخْرُجُ حَتَّى يَسْجُدَ لِلْأَصْنَامِ، فَخَرَجُوا هَؤُلاَءِ بِعِلَّةِ اَلصَّيْدِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ مَرُّوا بِرَاعٍ فِي طَرِيقِهِمْ فَدَعَوْهُ إِلَى أَمْرِهِمْ فَلَمْ يُجِبْهُمْ وَ كَانَ مَعَ اَلرَّاعِي كَلْبٌ، فَأَجَابَهُمُ اَلْكَلْبُ وَ خَرَجَ مَعَهُمْ، فَقَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : لاَ يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ مِنَ اَلْبَهَائِمِ إِلاَّ ثَلَثَةٌ حِمَارُ بَلْعَمَ بْنِ بَاعُورٍ، وَ ذِئْبُ يُوسُفَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ كَلْبُ أَصْحَابِ اَلْكَهْفِ . فَخَرَجَ أَصْحَابُ اَلْكَهْفِ مِنَ اَلْمَدِينَةِ بِعِلَّةِ اَلصَّيْدِ هَرَباً مِنْ دِينِ ذَلِكَ اَلْمَلِكِ، فَلَمَّا أَمْسَوْا دَخَلُوا إِلَى ذَلِكَ اَلْكَهْفِ، وَ اَلْكَلْبُ مَعَهُمْ، فَأَلْقَى اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِمْ اَلنُّعَاسَ، كَمَا قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: «فَضَرَبْنٰا عَلَى آذٰانِهِمْ فِي اَلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً» 
فَنَامُوا حَتَّى أَهْلَكَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْمَلِكَ وَ أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ وَ ذَهَبَ ذَلِكَ اَلزَّمَانُ، وَ جَاءَ زَمَانٌ آخَرُ وَ قَوْمٌ آخَرُونَ ثُمَّ اِنْتَبَهُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: كَمْ نِمْنَا هَاهُنَا فَنَظَرُوا إِلَى اَلشَّمْسِ قَدِ اِرْتَفَعَتْ فَقَالُوا: نِمْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، ثُمَّ قَالُوا لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: خُذْ هَذِهِ اَلْوَرِقَ وَ اُدْخُلْ فِي اَلْمَدِينَةِ مُتَنَكِّراً لاَ يَعْرِفُوكَ، فَاشْتَرِ لَنَا فَإِنَّهُمْ إِنْ عَلِمُوا بِنَا وَ عَرَفُونَا قَتَلُونَا أَوْ رَدُّونَا فِي دِينِهِمْ، فَجَاءَ ذَلِكَ اَلرَّجُلُ فَرَأَى اَلْمَدِينَةَ بِخِلاَفِ اَلَّذِي عَهِدَهَا، وَ رَأَى قَوْماً بِخِلاَفِ أُولَئِكَ لَمْ يَعْرِفْهُمْ وَ لَمْ يَعْرِفُوا لُغَتَهُ، وَ لَمْ يَعْرِفْ لُغَتَهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: مَنْ أَنْتَ وَ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ فَأَخْبَرَهُمْ فَخَرَجَ مَلِكُ تِلْكَ اَلْمَدِينَةِ مَعَ أَصْحَابِهِ وَ اَلرَّجُلُ مَعَهُمْ حَتَّى وَقَفُوا عَلَى بَابِ اَلْكَهْفِ، فَأَقْبَلُوا يَتَطَلَّعُونَ فِيهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَؤُلاَءِ ثَلَثَةٌ وَ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُمْ خَمْسَةٌ وَ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُمْ سَبْعَةٌ وَ ثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ وَ حَجَبَهُمُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِحِجَابٍ مِنَ اَلرُّعْبِ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُقْدِمُ بِالدُّخُولِ عَلَيْهِمْ غَيْرُ صَاحِبِهِمْ، فَإِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَجَدَهُمْ خَائِفِينَ أَنْ يَكُونَ أَصْحَابُ دَقْيَانُوسَ شَعَرُوا بِهِمْ، فَأَخْبَرَهُمْ صَاحِبُهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا نَائِمِينَ هَذَا اَلزَّمَنَ اَلطَّوِيلَ، وَ أَنَّهُمْ آيَةٌ لِلنَّاسِ، فَبَكَوْا وَ سَئَلُوا اَللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعِيدَهُمْ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ نَائِمِينَ كَمَا كَانُوا، ثُمَّ قَالَ اَلْمَلِكُ: يَنْبَغِي أَنْ يُبْنَى هَاهُنَا مَسْجِدٌ وَ نَزُورَهُ فَإِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ، فَلَهُمْ فِي كُلِّ سَنَةٍ نقلة نَقْلَتَانِ يَنَامُونَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ عَلَى جُنُوبِهِمُ اَلْأَيْمَنِ وَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ عَلَى جُنُوبِهِمُ اَلْأَيْسَرِ، وَ اَلْكَلْبُ مَعَهُمْ قَدْ بَسَطَ ذِرَاعَيْهِ بِفِنَاءِ اَلْكَهْفِ .




