شناسه حدیث :  ۳۹۲۶۲۰   |   نشانی :  تفسير نور الثقلين  ,  جلد۲  ,  صفحه۷۶   عنوان باب :   اَلْجُزْءُ اَلثَّانِي سُورَةُ اَلْأَعْرَافِ [سورة الأعراف (7): الآیات 145 الی 156] قائل :   امام زمان (عجل الله تعالی فرجه)
فِي كِتَابِ كَمَالِ اَلدِّينِ وَ تَمَامِ اَلنِّعْمَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْقُمِّيِّ عَنِ اَلْحُجَّةِ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ وَ فِيهِ: قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي يَا اِبْنَ مَوْلاَيَ عَنِ اَلْعِلَّةِ اَلَّتِي تَمْنَعُ اَلْقَوْمَ مِنِ اِخْتِيَارِ اَلْإِمَامِ لِأَنْفُسِهِمْ؟ قَالَ: مُصْلِحٌ أَمْ مُفْسِدٌ؟ قُلْتُ: مُصْلِحٌ قَالَ: فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ تَقَعَ خِيْرَتُهُمْ عَلَى اَلْمُفْسِدِ بَعْدَ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ مَا يَخْطُرُ بِبَالِ غَيْرِهِ مِنْ صَلاَحٍ أَوْ فَسَادٍ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَهِيَ اَلْعِلَّةُ، وَ أَوْرَدَهَا لَكَ بِبُرْهَانٍ يَنْقَادُ لَكَ عَقْلُكَ، ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلرُّسُلِ اَلَّذِينَ اِصْطَفَاهُمُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِمُ اَلْكُتُبَ وَ أَيَّدَهُمْ بِالْوَحْيِ وَ اَلْعِصْمَةِ وَ هُمْ أَعْلاَمُ اَلْأُمَمِ أَهْدَى إِلَى اَلاِخْتِيَارِ مِنْهُمْ، مِثْلُ مُوسَى وَ عِيسَى عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ، هَلْ يَجُوزُ مَعَ وُفُورِ عَقْلِهِمَا وَ كَمَالِ عِلْمِهِمَا إِذْ هُمَا بِالاِخْتِيَارِ أَنْ تَقَعَ خِيْرَتُهُمَا عَلَى اَلْمُنَافِقِ وَ هُمَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: هَذَا مُوسَى كَلِيمُ اَللَّهِ مَعَ وُفُورِ عَقْلِهِ وَ كَمَالِ عِلْمِهِ وَ نُزُولِ اَلْوَحْيِ عَلَيْهِ اِخْتَارَ مِنْ أَعْيَانِ قَوْمِهِ وَ وُجُوهِ عَسْكَرِهِ لِمِيقَاتِ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِمَّنْ لاَ يَشُكُّ فِي إِيمَانِهِمْ وَ إِخْلاَصِهِمْ، فَوَقَعَ خِيْرَتُهُ عَلَى اَلْمُنَافِقِينَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ اِخْتٰارَ مُوسىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقٰاتِنٰا» إِلَى قَوْلِهِ: «لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّٰى نَرَى اَللّٰهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ اَلصّٰاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ» فَلَمَّا وَجَدْنَا اِخْتِيَارَ مَنْ قَدِ اِصْطَفَاهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلنُّبُوَّةِ وَاقِعاً عَلَى اَلْأَفْسَدِ دُونَ اَلْأَصْلَحِ، وَ هُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ اَلْأَصْلَحُ دُونَ اَلْأَفْسَدِ عَلِمْنَا أَنَّ اَلاِخْتِيَارَ لاَ يَجُوزُ إِلاَّ لِمَنْ يَعْلَمُ مَا تُخْفِي اَلصُّدُورُ وَ مَا تَكِنُّ اَلضَّمَائِرُ، وَ يَتَصَرَّفُ عَلَيْهِ اَلسَّرَائِرُ وَ أَنْ لاَ خَطَرَ لاِخْتِيَارِ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ بَعْدَ وُقُوعِ خِيْرَةِ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَى ذَوِي اَلْفَسَادِ لَمَّا أَرَادُوا أَهْلَ اَلصَّلاَحِ.