شناسه حدیث :  ۳۰۴۸۸۴   |   نشانی :  التفسير المنسوب إلى الإمام العسکري عليه السلام  ,  جلد۱  ,  صفحه۶۴۵   عنوان باب :   السورة التي يذكر فيها البقرة [سورة البقرة (2): آیة 282] [فَضَائِلُ شَهْرِ شَعْبَانَ ] قائل :   امام حسن عسکری (علیه السلام) ، پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله)
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : أَ وَ لاَ أُحَدِّثُكُمْ بِهَزِيمَةٍ تَقَعُ فِي إِبْلِيسَ وَ أَعْوَانِهِ وَ جُنُودِهِ أَشَدَّ مِمَّا وَقَعَتْ فِي أَعْدَائِكُمْ هَؤُلاَءِ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ . قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً، إِنَّ إِبْلِيسَ إِذَا كَانَ بَثَّ جُنُودَهُ فِي أَقْطَارِ اَلْأَرْضِ وَ آفَاقِهَا، يَقُولُ لَهُمْ: اِجْتَهِدُوا فِي اِجْتِذَابِ بَعْضِ عِبَادِ اَللَّهِ إِلَيْكُمْ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ. وَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَثَّ اَلْمَلاَئِكَةَ فِي أَقْطَارِ اَلْأَرْضِ وَ آفَاقِهَا يَقُولُ [لَهُمْ]: سَدِّدُوا عِبَادِي وَ أَرْشِدُوهُمْ. فَكُلُّهُمْ يَسْعَدُ بِكُمْ إِلاَّ مَنْ أَبَى وَ تَمَرَّدَ وَ طَغَى، فَإِنَّهُ يَصِيرُ فِي حِزْبِ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ. إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا كَانَ أَمَرَ بِأَبْوَابِ اَلْجَنَّةِ فَتُفَتَّحُ، وَ يَأْمُرُ شَجَرَةَ طُوبَى فَتُطْلِعُ أَغْصَانَهَا عَلَى هَذِهِ اَلدُّنْيَا، [ثُمَّ يَأْمُرُ بِأَبْوَابِ اَلنَّارِ فَتُفَتَّحُ، وَ يَأْمُرُ شَجَرَةَ اَلزَّقُّومِ فَتُطْلِعُ أَغْصَانَهَا عَلَى هَذِهِ اَلدُّنْيَا] ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ: يَا عِبَادَ اَللَّهِ هَذِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةِ طُوبَى ، فَتَمَسَّكُوا بِهَا، تَرْفَعْكُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ ، وَ هَذِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةِ اَلزَّقُّومِ ، فَإِيَّاكُمْ وَ إِيَّاهَا، لاَ تُؤَدِّيكُمْ إِلَى اَلْجَحِيمِ . قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : فَوَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ مَنْ تَعَاطَى بَاباً مِنَ اَلْخَيْرِ وَ اَلْبِرِّ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَى ، فَهُوَ مُؤَدِّيهِ إِلَى اَلْجَنَّةِ ، وَ مَنْ تَعَاطَى بَاباً مِنَ اَلشَّرِّ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ اَلزَّقُّومِ ، فَهُوَ مُؤَدِّيهِ إِلَى اَلنَّارِ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : فَمَنْ تَطَوَّعَ لِلَّهِ بِصَلاَةٍ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ صَامَ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. [وَ مَنْ عَفَا عَنْ مَظْلِمَةٍ، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ] وَ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ، أَوِ اَلْوَالِدِ وَ وَلَدِهِ أَوِ اَلْقَرِيبِ وَ قَرِيبِهِ أَوِ اَلْجَارِ وَ جَارِهِ أَوِ اَلْأَجْنَبِيِّ أَوِ اَلْأَجْنَبِيَّةِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ خَفَّفَ عَنْ مُعْسِرٍ مِنْ دَيْنِهِ أَوْ حَطَّ عَنْهُ، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ نَظَرَ فِي حِسَابِهِ فَرَأَى دَيْناً عَتِيقاً قَدْ أَيِسَ مِنْهُ صَاحِبُهُ، فَأَدَّاهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ كَفَلَ يَتِيماً، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ كَفَّ سَفِيهاً عَنْ عِرْضِ مُؤْمِنٍ، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ قَرَأَ اَلْقُرْآنَ أَوْ شَيْئاً مِنْهُ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ قَعَدَ يَذْكُرُ اَللَّهَ وَ نَعْمَاءَهُ وَ يَشْكُرُهُ عَلَيْهَا، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ عَادَ مَرِيضاً فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ شَيَّعَ فِيهِ جَنَازَةً فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ عَزَّى فِيهِ مُصَاباً، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فِي هَذَا اَلْيَوْمِ فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ. وَ مَنْ كَانَ أَسْخَطَهُمَا قَبْلَ هَذَا اَلْيَوْمِ فَأَرْضَاهُمَا فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ وَ كَذَلِكَ مَنْ فَعَلَ شَيْئاً مِنْ [سَائِرٍ] مِنْ أَبْوَابِ اَلْخَيْرِ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ مِنْهُ بِغُصْنٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً، وَ إِنَّ مَنْ تَعَاطَى بَاباً مِنَ اَلشَّرِّ وَ اَلْعِصْيَانِ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ اَلزَّقُّومِ فَهُوَ مُؤَدِّيهِ إِلَى اَلنَّارِ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً، فَمَنْ قَصَّرَ فِي صَلاَتِهِ اَلْمَفْرُوضَةِ وَ ضَيَّعَهَا، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. [وَ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ فَرْضُ صَوْمٍ فَفَرَّطَ فِيهِ وَ ضَيَّعَهُ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ]. وَ مَنْ جَاءَهُ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ فَقِيرٌ ضَعِيفٌ يَعْرِفُ سُوءَ حَالِهِ، وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى تَغْيِيرِ حَالِهِ مِنْ غَيْرِ ضَرَرٍ يَلْحَقُهُ، وَ لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَنُوبُ عَنْهُ وَ يَقُومُ مَقَامَهُ، فَتَرَكَهُ يُضَيَّعُ وَ يَعْطَبُ، وَ لَمْ يَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنِ اِعْتَذَرَ إِلَيْهِ مُسِيءٌ، فَلَمْ يَعْذِرْهُ، ثُمَّ لَمْ يَقْتَصِرْ بِهِ عَلَى قَدْرِ عُقُوبَةِ إِسَاءَتِهِ، بَلْ أَرْبَى عَلَيْهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ ضَرَبَ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ، أَوِ اَلْوَالِدِ وَ وَلَدِهِ، أَوْ اَلْأَخِ وَ أَخِيهِ، أَوِ اَلْقَرِيبِ وَ قَرِيبِهِ، أَوْ بَيْنَ جَارَيْنِ، أَوْ خَلِيطَيْنِ أَوْ أَجْنَبِيَّيْنِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ شَدَّدَ عَلَى مُعْسِرٍ وَ هُوَ يَعْلَمُ إِعْسَارَهُ، فَزَادَ غَيْظاً وَ بَلاَءً، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَكَسَرَهُ عَلَى صَاحِبِهِ، وَ تَعَدَّى عَلَيْهِ حَتَّى أَبْطَلَ دَيْنَهُ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ جَفَا يَتِيماً وَ آذَاهُ وَ تَهَضَّمَ مَالَهُ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ وَقَعَ فِي عِرْضِ أَخِيهِ اَلْمُؤْمِنِ، وَ حَمَلَ اَلنَّاسَ عَلَى ذَلِكَ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ وَ مَنْ تَغَنَّى بِغِنَاءٍ حَرَامٍ يَبْعَثُ فِيهِ عَلَى اَلْمَعَاصِي فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ قَعَدَ يُعَدِّدُ قَبَائِحَ أَفْعَالِهِ فِي اَلْحُرُوبِ، وَ أَنْوَاعَ ظُلْمِهِ لِعِبَادِ اَللَّهِ وَ يَفْتَخِرُ بِهَا فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ كَانَ جَارُهُ مَرِيضاً فَتَرَكَ عِيَادَتَهُ اِسْتِخْفَافاً بِحَقِّهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ مَاتَ جَارُهُ، فَتَرَكَ تَشْيِيعَ جَنَازَتِهِ تَهَاوُناً بِهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ مُصَابٍ، وَ جَفَاهُ إِزْرَاءً عَلَيْهِ، وَ اِسْتِصْغَاراً لَهُ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ مَنْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ عَاقّاً لَهُمَا، فَلَمْ يُرْضِهِمَا فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، وَ [هُوَ] يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ كَذَا مَنْ فَعَلَ شَيْئاً مِنْ سَائِرِ أَبْوَابِ اَلشَّرِّ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهُ. وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً، إِنَّ اَلمُتَعَلِّقِينَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَى تَرْفَعُهُمْ تِلْكَ اَلْأَغْصَانُ إِلَى اَلْجَنَّةِ [وَ إِنَّ اَلْمُتَعَلِّقِينَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ اَلزَّقُّومِ تَخْفِضُهُمْ تِلْكَ اَلْأَغْصَانُ إِلَى اَلْجَحِيمِ ]. ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ طَرْفَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ مَلِيّاً، وَ جَعَلَ يَضْحَكُ وَ يَسْتَبْشِرُ ثُمَّ خَفَضَ طَرْفَهُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَجَعَلَ يَقْطِبُ وَ يَعْبِسُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: وَ اَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً، لَقَدْ رَأَيْتُ شَجَرَةَ طُوبَى تَرْتَفِعُ [أَغْصَانُهَا] وَ تَرْفَعُ اَلْمُتَعَلِّقِينَ بِهَا إِلَى اَلْجَنَّةِ ، وَ رَأَيْتُ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ مِنْهَا بِغُصْنٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ مِنْهَا بِغُصْنَيْنِ أَوْ بِأَغْصَانٍ عَلَى حَسَبِ اِشْتِمَالِهِمْ عَلَى اَلطَّاعَاتِ، وَ إِنِّي لَأَرَى زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ قَدْ تَعَلَّقَ بِعَامَّةِ أَغْصَانِهَا فَهِيَ تَرْفَعُهُ إِلَى أَعْلَى عَالِيهَا، فَلِذَلِكَ ضَحِكْتُ وَ اِسْتَبْشَرْتُ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ، فَوَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً، لَقَدْ رَأَيْتُ شَجَرَةَ اَلزَّقُّومِ تَنْخَفِضُ أَغْصَانُهَا وَ تَخْفِضُ اَلْمُتَعَلِّقِينَ بِهَا إِلَى اَلْجَحِيمِ ، وَ رَأَيْتُ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ، وَ رَأَيْتُ مِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ مِنْهَا بِغُصْنَيْنِ، أَوْ بِأَغْصَانٍ، عَلَى حَسَبَ اِشْتِمَالِهِمْ عَلَى اَلْقَبَائِحِ، وَ إِنِّي لَأَرَى بَعْضَ اَلْمُنَافِقِينَ قَدْ تَعَلَّقَ بِعَامَّةِ أَغْصَانِهَا، وَ هِيَ تَخْفِضُهُ إِلَى أَسْفَلِ دَرَكَاتِهَا فَلِذَلِكَ عَبَسْتُ وَ قَطَبْتُ . قَالَ: ثُمَّ أَعَادَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَصَرَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا مَلِيّاً وَ هُوَ يَضْحَكُ وَ يَسْتَبْشِرُ، ثُمَّ خَفَضَ طَرْفَهُ إِلَى اَلْأَرْضِ وَ هُوَ يَقْطِبُ وَ يَعْبِسُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا عِبَادَ اَللَّهِ أَمَّا لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَآهُ نَبِيُّكُمْ مُحَمَّدٌ إِذاً لَأَظْمَأْتُمْ لِلَّهِ بِالنَّهَارِ أَكْبَادَكُمْ، وَ لَجَوَّعْتُمْ لَهُ بُطُونَكُمْ، وَ لَأَسْهَرْتُمْ لَهُ لَيْلَكُمْ، وَ لَأَنْصَبْتُمْ فِيهِ أَقْدَامَكُمْ وَ أَبْدَانَكُمْ، وَ لَأَنْفَدْتُمْ بِالصَّدَقَةِ أَمْوَالَكُمْ، وَ عَرَضْتُمْ لِلتَّلَفِ فِي اَلْجِهَادِ أَرْوَاحَكُمْ. قَالُوا: وَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فِدَاؤُكَ اَلْآبَاءُ وَ اَلْأُمَّهَاتُ وَ اَلْبَنُونَ وَ اَلْبَنَاتُ وَ اَلْأَهْلُونَ وَ اَلْقَرَابَاتُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَقَدْ رَأَيْتُ تِلْكَ اَلْأَغْصَانَ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَى عَادَتْ إِلَى اَلْجَنَّةِ ، فَنَادَى مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ خُزَّانَهَا: يَا مَلاَئِكَتِي! اُنْظُرُوا كُلَّ مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ طُوبَى فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، فَانْظُرُوا إِلَى مِقْدَارِ مُنْتَهَى ظِلِّ ذَلِكَ اَلْغُصْنِ، فَأَعْطُوهُ مِنْ جَمِيعِ اَلْجَوَانِبِ مِثْلَ مَسَاحَتِهِ قُصُوراً وَ دُوراً وَ خَيْرَاتٍ. فَأُعْطُوا ذَلِكَ: فَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ [وَ مِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ ضِعْفَهُ] وَ مِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ ثَلاَثَةَ أَضْعَافِهِ، وَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافِهِ، وَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى قَدْرِ [قُوَّةِ] إِيمَانِهِمْ، وَ جَلاَلَةِ أَعْمَالِهِمْ. وَ لَقَدْ رَأَيْتُ صَاحِبَكُمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ أُعْطِيَ أَلْفَ ضِعْفِ مَا أُعْطِيَ جَمِيعُهُمْ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِ عَلَيْهِمْ فِي قُوَّةِ اَلْإِيمَانِ وَ جَلاَلَةِ اَلْأَعْمَالِ، فَلِذَلِكَ ضَحِكْتُ وَ اِسْتَبْشَرْتُ. وَ لَقَدْ رَأَيْتُ تِلْكَ اَلْأَغْصَانَ مِنْ شَجَرَةِ اَلزَّقُّومِ عَادَتْ إِلَى جَهَنَّمَ ، فَنَادَى مُنَادِي رَبِّنَا خُزَّانَهَا: يَا مَلاَئِكَتِي اُنْظُرُوا مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ شَجَرَةِ اَلزَّقُّومِ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ فَانْظُرُوا إِلَى مُنْتَهَى مَبْلَغِ حَدِّ ذَلِكَ اَلْغُصْنِ وَ ظُلْمَتِهِ، فَابْنُوا لَهُ مَقَاعِدَ مِنَ اَلنَّارِ مِنْ جَمِيعِ اَلْجَوَانِبِ، مِثْلَ مَسَاحَتِهِ قُصُورَ اَلنِّيرَانِ، وَ بِقَاعَ غِيرَانٍ، وَ حَيَّاتٍ، وَ عَقَارِبَ، وَ سَلاَسِلَ وَ أَغْلاَلٍ، وَ قُيُودٍ، وَ أَنْكَالٍ يُعَذَّبُ بِهَا. فَمِنْهُمْ مَنْ أُعِدَّ لَهُ فِيهَا مَسِيرَةُ سَنَةٍ، أَوْ سَنَتَيْنِ، أَوْ مِائَةِ سَنَةٍ، أَوْ أَكْثَرَ عَلَى قَدْرِ ضَعْفِ إِيمَانِهِمْ وَ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ. وَ لَقَدْ رَأَيْتُ لِبَعْضِ اَلْمُنَافِقِينَ أَلْفَ ضِعْفِ مَا أُعْطِيَ جَمِيعَهُمْ عَلَى قَدْرِ زِيَادَةِ كُفْرِهِ وَ شَرِّهِ، فَلِذَلِكَ قَطَبْتُ وَ عَبَسْتُ. ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى أَقْطَارِ اَلْأَرْضِ وَ أَكْنَافِهَا، فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ تَارَةً، وَ يَنْزَعِجُ تَارَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: طُوبَى لِلْمُطِيعِينَ كَيْفَ يُكْرِمُهُمُ اَللَّهُ بِمَلاَئِكَتِهِ، وَ اَلْوَيْلُ لِلْفَاسِقِينَ كَيْفَ يَخْذُلُهُمُ اَللَّهُ، وَ يَكِلُهُمْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ. وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنِّي لَأَرَى اَلْمُتَعَلِّقِينَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَى كَيْفَ قَصَدَتْهُمُ اَلشَّيَاطِينُ لِيُغْوُوهُمْ، فَحَمَلَتْ عَلَيْهِمُ اَلْمَلاَئِكَةُ يَقْتُلُونَهُمْ وَ يُثْخِنُونَهُمْ وَ يَطْرُدُونَهُمْ عَنْهُمْ، فَنَادَاهُمْ مُنَادِي رَبِّنَا: يَا مَلاَئِكَتِي أَلاَ فَانْظُرُوا كُلَّ مَلَكٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلَى مُنْتَهَى مَبْلَغِ نَسِيمِ هَذَا اَلْغُصْنِ اَلَّذِي تَعَلَّقَ بِهِ مُتَعَلِّقٌ فَقَاتِلُوا اَلشَّيَاطِينَ عَنْ ذَلِكَ اَلْمُؤْمِنِ وَ أَخِّرُوهُمْ عَنْهُ، فَإِنِّي لَأَرَى بَعْضَهُمْ، وَ قَدْ جَاءَهُ مِنَ اَلْأَمْلاَكِ مَنْ يَنْصُرُهُ عَلَى اَلشَّيَاطِينِ وَ يَدْفَعُ عَنْهُ اَلْمَرَدَةَ. أَلاَ فَعَظِّمُوا هَذَا اَلْيَوْمَ مِنْ بَعْدَ تَعْظِيمِكُمْ ، فَكَمْ مِنْ سَعِيدٍ فِيهِ وَ كَمْ مِنْ شَقِيٍّ فِيهِ لِتَكُونُوا مِنَ اَلسُّعَدَاءِ فِيهِ، وَ لاَ تَكُونُوا مِنَ اَلْأَشْقِيَاءِ. .