التفسير العسکری علیه السلام ج۱ ص۴۷۷
تفسیر البرهان ج۱ ص۲۹۷
شناسه حدیث : ۳۰۴۸۰۳ | نشانی : التفسير المنسوب إلى الإمام العسکري عليه السلام , جلد۱ , صفحه۴۷۷ عنوان باب : السورة التي يذكر فيها البقرة [سورة البقرة (2): آیة 104] قائل : امام حسن عسکری (علیه السلام) ، امام کاظم (علیه السلام) ، پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) قَالَ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ : إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمَّا قَدِمَ اَلْمَدِينَةَ كَثُرَ حَوْلَهُ اَلْمُهَاجِرُونَ وَ اَلْأَنْصَارُ ، وَ كَثُرَتْ عَلَيْهِ اَلْمَسَائِلُ، وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَهُ بِالْخِطَابِ اَلشَّرِيفِ اَلْعَظِيمِ اَلَّذِي يَلِيقُ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى كَانَ قَالَ لَهُمْ: « يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ اَلنَّبِيِّ وَ لاٰ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَشْعُرُونَ 
» . وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِهِمْ رَحِيماً، وَ عَلَيْهِمْ عَطُوفاً، وَ فِي إِزَالَةِ اَلْآثَامِ عَنْهُمْ مُجْتَهِداً حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ مَنْ يُخَاطِبُهُ، فَيَعْمَلُ عَلَى أَنْ يَكُونَ صَوْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُرْتَفِعاً عَلَى صَوْتِهِ لِيُزِيلَ عَنْهُ مَا تَوَعَّدَهُ اَللَّهُ [بِهِ] مِنْ إِحْبَاطِ أَعْمَالِهِ، حَتَّى إِنَّ رَجُلاً أَعْرَابِيّاً نَادَاهُ يَوْماً وَ هُوَ خَلْفَ حَائِطٍ بِصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ: يَا مُحَمَّدُ . فَأَجَابَهُ بِأَرْفَعَ مِنْ صَوْتِهِ، يُرِيدُ أَنْ لاَ يَأْثَمَ اَلْأَعْرَابِيُّ بِارْتِفَاعِ صَوْتِهِ فَقَالَ لَهُ اَلْأَعْرَابِيُّ: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلتَّوْبَةِ إِلَى مَتَى تُقْبَلُ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا أَخَا اَلْعَرَبِ إِنَّ بَابَهَا مَفْتُوحٌ لاِبْنِ آدَمَ لاَ يُسَدُّ حَتَّى تَطْلُعَ اَلشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: « هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ، يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ 
» وَ هُوَ طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا« لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً 
» . وَ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ : وَ كَانَتْ هَذِهِ اَللَّفْظَةُ: « رٰاعِنٰا 
» مِنْ أَلْفَاظِ اَلْمُسْلِمِينَ اَلَّذِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُونَ: رَاعِنَا، أَيْ اِرْعَ أَحْوَالَنَا، وَ اِسْمَعْ مِنَّا كَمَا نَسْمَعُ مِنْكَ، وَ كَانَ فِي لُغَةِ اَلْيَهُودِ مَعْنَاهَا: اِسْمَعْ، لاَ سَمِعْتَ. فَلَمَّا سَمِعَ اَلْيَهُودُ ، اَلْمُسْلِمِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُونَ: رَاعِنَا وَ يُخَاطِبُونَ بِهَا، قَالُوا: إِنَّا كُنَّا نَشْتِمُ مُحَمَّداً إِلَى اَلْآنِ سِرّاً، فَتَعَالَوُا اَلْآنَ نَشْتِمُهُ جَهْراً. وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ يَقُولُونَ: رَاعِنَا، وَ يُرِيدُونَ شَتْمَهُ. فَفَطَنَ لَهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ اَلْأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ: يَا أَعْدَاءَ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اَللَّهِ، أَرَاكُمْ تُرِيدُونَ سَبَّ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ تَوَهَّمُونَا أَنَّكُمْ تَجُرُّونَ فِي مُخَاطَبَتِهِ مَجْرَانَا، وَ اَللَّهِ لاَ سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَ لَوْ لاَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَقْدِمَ عَلَيْكُمْ قَبْلَ اَلتَّقَدُّمِ وَ اَلاِسْتِئْذَانِ لَهُ وَ لِأَخِيهِ وَ وَصِيِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْقَيِّمِ بِأُمُورِ اَلْأُمَّةِ نَائِباً عَنْهُ فِيهَا، لَضَرَبْتُ عُنُقَ مَنْ قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْكُمْ يَقُولُ هَذَا. فَأَنْزَلَ اَللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ « مِنَ اَلَّذِينَ هٰادُوا يُحَرِّفُونَ اَلْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعْنٰا وَ عَصَيْنٰا وَ اِسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَ رٰاعِنٰا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ طَعْناً فِي اَلدِّينِ 
» إِلَى قَوْلِهِ« فَلاٰ يُؤْمِنُونَ إِلاّٰ قَلِيلاً 
» . وَ أَنْزَلَ « يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقُولُوا رٰاعِنٰا 
» يَعْنِي فَإِنَّهَا لَفْظَةٌ يَتَوَصَّلُ بِهَا أَعْدَاؤُكُمْ مِنَ اَلْيَهُودِ إِلَى شَتْمِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ شَتْمِكُمْ. « وَ قُولُوا اُنْظُرْنٰا 
» ، أَيْ قُولُوا بِهَذِهِ اَللَّفْظَةِ، لاَ بِلَفْظَةِ رَاعِنَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهَا مَا فِي قَوْلِكُمْ: رَاعِنَا، وَ لاَ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَتَوَصَّلُوا بِهَا إِلَى اَلشَّتْمِ كَمَا يُمْكِنُهُمْ بِقَوْلِهِمْ رَاعِنَا « وَ اِسْمَعُوا 
» إِذَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَوْلاً وَ أَطِيعُوا. « وَ لِلْكٰافِرِينَ 
» يَعْنِي اَلْيَهُودَ اَلشَّاتِمِينَ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ « عَذٰابٌ أَلِيمٌ 
» وَجِيعٌ فِي اَلدُّنْيَا إِنْ عَادُوا بِشَتْمِهِمْ، وَ فِي اَلْآخِرَةِ بِالْخُلُودِ فِي اَلنَّارِ .










