تحف العقول ج۱ ص۴۸۴
بحار الأنوار ج۷۵ ص۳۷۴
شناسه حدیث : ۲۷۰۰۹۸ | نشانی : بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام , جلد۷۵ , صفحه۳۷۴ عنوان باب : الجزء الخامس و السبعون [تتمة كتاب الروضة] [تتمة أبواب المواعظ و الحكم] باب 29 مواعظ أبي محمد العسكري عليه السلام و كتبه إلى أصحابه قائل : امام حسن عسکری (علیه السلام) ف ، [تحف العقول] : كِتَابُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ اَلنَّيْسَابُورِيِّ سَتَرَنَا اَللَّهُ وَ إِيَّاكَ بِسِتْرِهِ وَ تَوَلاَّكَ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ بِصُنْعِهِ فَهِمْتُ كِتَابَكَ يَرْحَمُكَ اَللَّهُ وَ نَحْنُ بِحَمْدِ اَللَّهِ وَ نِعْمَتِهِ أَهْلُ بَيْتٍ نَرِقُّ عَلَى أَوْلِيَائِنَا وَ نُسَرُّ بِتَتَابُعِ إِحْسَانِ اَللَّهِ إِلَيْهِمْ وَ فَضْلِهِ لَدَيْهِمْ وَ نَعْتَدُّ بِكُلِّ نِعْمَةٍ يُنْعِمُهَا اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فَأَتَمَّ اَللَّهُ عَلَيْكَ يَا إِسْحَاقُ وَ عَلَى مَنْ كَانَ مِثْلَكَ مِمَّنْ قَدْ رَحِمَهُ اَللَّهُ وَ بَصَّرَهُ بَصِيرَتَكَ نِعْمَتَهُ وَ قَدَّرَ تَمَامَ نِعْمَتِهِ دُخُولَ اَلْجَنَّةِ وَ لَيْسَ مِنْ نِعْمَةٍ وَ إِنْ جَلَّ أَمْرُهَا وَ عَظُمَ خَطَرُهَا إِلاَّ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ عَلَيْهَا مُؤَدٍّ شُكْرَهَا وَ أَنَا أَقُولُ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ أَفْضَلَ مَا حَمِدَهُ حَامِدُهُ إِلَى أَبَدِ اَلْأَبَدِ بِمَا مَنَّ اَللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ نَجَّاكَ مِنَ اَلْهَلَكَةِ وَ سَهَّلَ سَبِيلَكَ عَلَى اَلْعَقَبَةِ وَ اَيْمُ اَللَّهِ إِنَّهَا لَعَقَبَةٌ كَئُودٌ شَدِيدٌ أَمْرُهَا صَعْبٌ مَسْلَكُهَا عَظِيمٌ بَلاَؤُهَا قَدِيمٌ فِي اَلزُّبُرِ اَلْأُولَى ذِكْرُهَا وَ لَقَدْ كَانَتْ مِنْكُمْ فِي إِلَى أَنْ مَضَى لِسَبِيلِهِ وَ فِي أَيَّامِي هَذِهِ أُمُورٌ كُنْتُمْ فِيهَا عِنْدِي غَيْرَ مَحْمُودِي اَلرَّأْيِ وَ لاَ مُسَدَّدِي اَلتَّوْفِيقِ فَاعْلَمْ يَقِيناً يَا إِسْحَاقُ أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ هَذِهِ اَلدُّنْيَا أَعْمَى - فَهُوَ فِي اَلْآخِرَةِ أَعْمىٰ وَ أَضَلُّ سَبِيلاً 
.
يَا إِسْحَاقُ لَيْسَ تَعْمَى اَلْأَبْصَارُ - وَ لٰكِنْ تَعْمَى اَلْقُلُوبُ اَلَّتِي فِي اَلصُّدُورِ 
وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حِكَايَةً عَنِ اَلظَّالِمِ إِذْ يَقُولُ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمىٰ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً - `قٰالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيٰاتُنٰا فَنَسِيتَهٰا وَ كَذٰلِكَ اَلْيَوْمَ تُنْسىٰ 
وَ أَيُّ آيَةٍ أَعْظَمُ مِنْ حُجَّةِ اَللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ أَمِينِهِ فِي بِلاَدِهِ وَ شَهِيدِهِ عَلَى عِبَادِهِ مِنْ بَعْدِ مَنْ سَلَفَ مِنْ آبَائِهِ اَلْأَوَّلِينَ اَلنَّبِيِّينَ وَ آبَائِهِ اَلْآخِرِينَ اَلْوَصِيِّينَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ اَلسَّلاَمُ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ وَ أَيْنَ تَذْهَبُونَ كَالْأَنْعَامِ عَلَى وُجُوهِكُمْ عَنِ اَلْحَقِّ تَصْدِفُونَ وَ بِالْبَاطِلِ تُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اَللَّهِ تَكْفُرُونَ أَوْ تَكُونُونَ مِمَّنْ يُؤْمِنُ بِبَعْضِ اَلْكِتَابِ وَ يَكْفُرُ بِبَعْضٍ فَمٰا جَزٰاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنْكُمْ 
وَ مِنْ غَيْرِكُمْ إِلاّٰ خِزْيٌ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا 
وَ طُولُ عَذَابٍ فِي اَلْآخِرَةِ اَلْبَاقِيَةِ وَ ذٰلِكَ 
وَ اَللَّهِ: اَلْخِزْيُ اَلْعَظِيمُ 
إِنَّ اَللَّهَ بِمَنِّهِ وَ رَحْمَتِهِ لَمَّا فَرَضَ عَلَيْكُمُ اَلْفَرَائِضَ لَمْ يَفْرِضْ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ لِحَاجَةٍ مِنْهُ إِلَيْكُمْ بَلْ رَحْمَةً مِنْهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْكُمْ لِيَمِيزَ 
... اَلْخَبِيثَ مِنَ اَلطَّيِّبِ 
وَ لِيَبْتَلِيَ 
... مٰا فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ مٰا فِي قُلُوبِكُمْ 
لِتُسَابِقُوا إِلَى رَحْمَةِ اَللَّهِ وَ لِتَتَفَاضَلَ مَنَازِلُكُمْ فِي جَنَّتِهِ فَفَرَضَ عَلَيْكُمُ اَلْحَجَّ وَ اَلْعُمْرَةَ وَ إِقَامَ اَلصَّلاَةِ وَ إِيتَاءَ اَلزَّكَاةِ وَ اَلصَّوْمَ وَ اَلْوَلاَيَةَ وَ جَعَلَ لَكُمْ بَاباً تَسْتَفْتِحُونَ بِهِ أَبْوَابَ اَلْفَرَائِضِ وَ مِفْتَاحاً إِلَى سَبِيلِهِ - لَوْ لاَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلْأَوْصِيَاءُ مِنْ وُلْدِهِ لَكُنْتُمْ حَيَارَى كَالْبَهَائِمِ لاَ تَعْرِفُونَ فَرْضاً مِنَ اَلْفَرَائِضِ وَ هَلْ تُدْخَلُ مَدِينَةٌ إِلاَّ مِنْ بَابِهَا فَلَمَّا مَنَّ عَلَيْكُمْ بِإِقَامَةِ اَلْأَوْلِيَاءِ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ قَالَ اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ : اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ اَلْإِسْلاٰمَ دِيناً 
فَفَرَضَ عَلَيْكُمْ لِأَوْلِيَائِهِ حُقُوقاً أَمَرَكُمْ بِأَدَائِهَا لِيَحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءِ ظُهُورِكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ مَآكِلِكُمْ وَ مَشَارِبِكُمْ قَالَ اَللَّهُ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ 
وَ اِعْلَمُوا أَنَّ مَنْ بَخِلَ فَإِنَّمٰا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَ اَللّٰهُ اَلْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ اَلْفُقَرٰاءُ 
- لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَ لَقَدْ طَالَتِ اَلْمُخَاطَبَةُ فِيمَا هُوَ لَكُمْ وَ عَلَيْكُمْ وَ لَوْ لاَ مَا يُحِبُّ اَللَّهُ مِنْ تَمَامِ اَلنِّعْمَةِ مِنَ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ لَمَا رَأَيْتُمْ لِي خَطّاً وَ لاَ سَمِعْتُمْ مِنِّي حَرْفاً مِنْ بَعْدِ مُضِيِّ اَلْمَاضِي عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَنْتُمْ فِي غَفْلَةٍ مِمَّا إِلَيْهِ مَعَادُكُمْ وَ مِنْ بَعْدِ إِقَامَتِي لَكُمْ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدَةَ وَ كِتَابِيَ اَلَّذِي حَمَلَهُ إِلَيْكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى اَلنَّيْسَابُورِيُّ - وَ اَللّٰهُ اَلْمُسْتَعٰانُ 
عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تُفَرِّطُوا فِي جَنْبِ اَللَّهِ فَتَكُونُوا مِنَ اَلْخَاسِرِينَ فَبُعْداً وَ سُحْقاً لِمَنْ رَغِبَ عَنْ طَاعَةِ اَللَّهِ وَ لَمْ يَقْبَلْ مَوَاعِظَ أَوْلِيَائِهِ فَقَدْ أَمَرَكُمُ اَللَّهُ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ أُولِي اَلْأَمْرِ رَحِمَ اَللَّهُ ضَعْفَكُمْ وَ غَفْلَتَكُمْ وَ صَبَّرَكُمْ عَلَى أَمْرِكُمْ فَمَا أَغَرَّ اَلْإِنْسَانَ بِرَبِّهِ اَلْكَرِيمِ وَ لَوْ فَهِمَتِ اَلصُّمُّ اَلصِّلاَبُ بَعْضَ مَا هُوَ فِي هَذَا اَلْكِتَابِ لَتَصَدَّعَتْ قَلَقاً وَ خَوْفاً مِنْ خَشْيَةِ اَللَّهِ وَ رُجُوعاً إِلَى طَاعَةِ اَللَّهِ اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ - فَسَيَرَى اَللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ 
ثُمَّ سَتُرَدُّونَ إِلىٰ عٰالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 
- وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ 
وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .
كش ، [رجال الكشي ] : حَكَى بَعْضُ اَلثِّقَاتِ بِنَيْسَابُورَ أَنَّهُ خَرَجَ لِإِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ تَوْقِيعٌ فَوَقَّعَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا إِسْحَاقَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ سَتَرَنَا اَللَّهُ وَ إِيَّاكَ بِسِتْرِهِ إِلَى آخِرِ اَلْخَبَرِ مَعَ تَغْيِيرٍ وَ زِيَادَاتٍ أَوْرَدْتُهَا فِي أَبْوَابِ تَارِيخِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

يَا
















