شناسه حدیث :  ۴۱۰۴۸۴   |   نشانی :  البرهان في تفسير القرآن  ,  جلد۴  ,  صفحه۷۷۷   عنوان باب :   الجزء الرابع سورة النمل سورة فصلت [سورة فصلت (41): الآیات 3 الی 7] قائل :   امیرالمؤمنین (علیه السلام) ، پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله)
اَلشَّيْخُ اَلْفَاضِلُ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْأَوْسِيُّ : قَالَ: رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ اَلشُّعَرَاءِ فِي آخِرِهَا آيَةُ اَلْإِنْذَارِ وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ أَمَرَنِي رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ قَالَ: يَا عَلِيُّ ، اُطْبُخِ وَ لَوْ كُرَاعَ شَاةٍ، وَ لَوْ صَاعاً مِنْ طَعَامٍ وَ قَعْباً مِنْ لَبَنٍ، وَ اِعْمِدْ إِلَى قُرَيْشٍ . قَالَ: فَدَعَوْتُهُمْ وَ اِجْتَمَعُوا أَرْبَعِينَ بَطَلاً بِزِيَادَةٍ، وَ كَانَ فِيهِمْ أَبُو طَالِبٍ وَ حَمْزَةُ وَ اَلْعَبَّاسُ ، فَحَضَّرْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَعْمُولاً، فَوَضَعَتْهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَضَحِكُوا اِسْتِهْزَاءً، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِأَرْبَعَةِ جَوَانِبِ اَلْجَفْنَةِ، فَقَالَ: كُلُوا وَ قُولُوا: بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا نَأْكُلُ، وَ أَحَدُنَا يَأْكُلُ اَلشَّاةَ مَعَ أَرْبَعَةِ أَصْوُعٍ مِنَ اَلطَّعَامِ! فَقَالَ: كُلْ وَ أَرِنِي أَكْلَكَ. فَأَكَلُوا حَتَّى تَمَلَّؤُوا، وَ أَيْمُ اَللَّهِ مَا يُرَى أَثَرُ أَكْلِ أَحَدِهِمْ، وَ لاَ نَقَصَ اَلزَّادِ، فَصَاحَ بِهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : كُلُوا. فَقَالُوا: وَ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: اِرْفَعْهُ يَا عَلِيُّ . فَرَفَعْتُهُ، فَدَنَا مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ قَالَ: يَا قَوْمِ اِعْمَلُوا أَنَّ اَللَّهَ رَبِّي وَ رَبُّكُمُ. فَصَاحَ أَبُو لَهَبٍ ، وَ قَالَ: قُومُوا إِنَّ مُحَمَّداً سَحَرَكُمْ. فَقَامُوا وَ مَضَوْا فَاسْتَعْقَبَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِهِمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : لاَ يَا عَلِيُّ ، اُدْنُ مِنِّي. فَتَرَكَهُمْ وَ دَنَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: أُمِرْنَا بِالْإِنْذَارِ لاَ بِذَاتِ اَلْفَقَارِ، لِأَنَّ لَهُ وَقْتاً، وَ لَكِنْ اِعْمَلْ لَنَا مِنَ اَلطَّعَامِ مِثْلَ مَا عَمِلْتَ، وَ اُدْعُ لِي مَنْ دَعَيْتَ، فَلَمَّا أَتَى غَدٌ، فَعَلْتُ مَا بِالْأَمْسِ فَعَلْتُ. فَلَمَّا اِجْتَمَعُوا وَ أَكَلُوا كَمَا أَكَلُوا. قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مَا أَعْلَمُ شَابّاً مِنَ اَلْعَرَبِ جَاءَ قَوْمُهُ بِأَفْضَلِ مَا جِئْتُكُمْ بِهِ مِنْ أَمْرِ اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ. قِيلَ: فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : قَدْ شَغَلَنَا أَمْرُ مُحَمَّدٍ ، فَلَوْ قَابَلْتُمُوهُ بِرَجُلٍ مِثْلِهِ يَعْرِفُ اَلسِّحْرَ وَ اَلْكِهَانَةَ ، لَكُنَّا اِسْتَرَحْنَا. فَقَطَعَ كَلاَمَهُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَ قَالَ: وَ اَللَّهِ إِنِّي لَبَصِيرٌ بِمَا ذَكَرْتَهُ. فَقَالَ: لِمَ لاَ تُبَاحِثُهُ؟ قَالَ: حَاشَا أَنْ كَانَ بِهِ مَا ذَكَرْتَ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ هَاشِمٌ ؟ أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اَلْمُطَّلِبِ ؟ أَنْتَ خَيْرُ أَمْ عَبْدُ اَللَّهِ ؟ أَنْتَ خَيْرُ أَمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، دَامِغُ اَلْجَبَابِرَةِ، قَاصِمُ أَصْلاَبِ أَكْبَرِهِمْ؟ فَلِمَ تُضِلُّ آبَاءَنَا وَ تَشْتِمُ آلِهَتَنَا، فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ اَلرِّئَاسَةِ عَقَدْنَا لَكَ أَلْوِيَتَهَا، وَ كُنْ رَئِيساً لَنَا مَا بَقِيتَ وَ إِنْ كَانَ بِكَ اَلْبَاهُ زَوَّجْنَاكَ عَشْرَةَ نِسْوَةٍ مِنْ أَكْبَرِنَا. وَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ اَلْمَالَ جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا يُغْنِيكَ أَنْتَ وَ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدِكَ، فَمَا تَقُولُ؟ فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ `حَم ، `تَنْزِيلٌ مِنَ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ `كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ، فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَ ثَمُودَ ، فَأَمْسَكَ عُتْبَةُ عَلَى فِيهِ، وَ رَجَعَ فَنَاشَدَهُ بِاللَّهِ اُسْكُتْ، فَسَكَتَ، وَ قَامَ وَ مَضَى، فَقَامَ مَنْ كَانَ حَاضِراً خَلْفَهُ فَلَمْ يَلْحَقُوهُ، فَدَخَلَ وَ لَمْ يَخْرُجْ أَبَداً، فَغَدَوْهُ قُرَيْشٌ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ. فَدَخَلُوا وَ جَلَسُوا. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : يَا عُتْبَةُ ، مُحَمَّدٌ سَحَرَكَ. فَقَامَ قَائِماً عَلَى قَدَمَيْهِ، وَ قَالَ: يَا لُكَعَ اَلرِّجَالِ، وَ اَللَّهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ بِبَيْتِي لَقَتَلْتُكَ شَرَّ قَتْلَةٍ، يَا وَيْلَكَ. قُلْتَ: مُحَمَّدٌ سَاحِرٌ كَاهِنٌ شَاعِرٌ، سِرْنَا إِلَيْهِ، سَمِعْنَاهُ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ مِنْ رَبِّ اَلسَّمَاءِ، فَحَلَّفْتُهُ وَ أَمْسَكَ، وَ قَدْ سَمَّيْتُمُوهُ اَلصَّادِقَ اَلْأَمِينَ، هَلْ رَأَيْتُمْ مِنْهُ كَذِبَةً؟ وَ لَكِنِّي لَوْ تَرَكْتُهُ يُتَمِّمُ مَا قَرَأَ لَحَلَّ بِكُمُ اَلْعَذَابُ وَ اَلذَّهَابُ».