الإختصاص ج۱ ص۱۱۲
تفسیر البرهان ج۱ ص۶۳۲
شناسه حدیث : ۴۰۳۵۷۵ | نشانی : البرهان في تفسير القرآن , جلد۱ , صفحه۶۳۲ عنوان باب : سورة آل عمران مدنية [سورة آلعمران (3): الآیات 65 الی 67] قائل : پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) اَلشَّيْخُ اَلْمُفِيدُ فِي كِتَابِ ( اَلْإِخْتِصَاصِ ) قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْعَلاَّفُ اَلْهَمَدَانِيُّ بِهَمَدَانَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاذَانَ اَلْبَزَّازُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْبَزَّازُ - اَلْمَعْرُوفُ بِابْنِ اَلْمُطْبِقِيِّ - وَ جَعْفَرٌ اَلدَّقَّاقُ ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْفَيْضِ بْنِ فَيَّاضٍ اَلدِّمَشْقِيُّ بِدِمَشْقَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَخِي عَبْدِ اَلرَّزَّاقِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ اَلصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ رَاشِدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ اَلسَّيِّدُ وَ اَلْعَاقِبُ أُسْقُفَّا نَجْرَانَ فِي سَبْعِينَ رَاكِباً وَفَدَا عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كُنْتُ مَعَهُمْ، فَبَيْنَا كُرْزٌ يَسِيرُ - وَ كُرْزٌ صَاحِبُ نَفَقَاتِهِمْ - إِذْ عَثَرَتْ بَغْلَتُهُ، فَقَالَ: تَعَسَ مَنْ تَأْتِيهِ - يَعْنِي اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) - فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ، وَ هُوَ اَلْعَاقِبُ : [بَلْ تَعَسْتَ وَ اِنْتَكَسْتَ]، فَقَالَ: وَ لِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ أَتْعَسْتَ اَلنَّبِيَّ اَلْأُمِّيَّ أَحْمَدَ . قَالَ: وَ مَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: أَ مَا تَقْرَأُ مِنَ اَلْمِفْتَاحِ اَلرَّابِعِ مِنَ اَلْوَحْيِ إِلَى اَلْمَسِيحِ : أَنْ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : مَا أَجْهَلَكُمْ، تَتَطَيَّبُونَ بِالطِّيبِ لِتَطَيَّبُوا بِهِ فِي اَلدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَ أَهْلِكُمْ، وَ أَجْوَافُكُمْ عِنْدِي كَجِيفَةِ اَلْمَيْتَةِ ؟! يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، آمِنُوا بِرَسُولِي اَلنَّبِيِّ اَلْأُمِّيِّ اَلَّذِي يَكُونُ فِي ، صَاحِبِ اَلْوَجْهِ اَلْأَقْمَرِ، وَ اَلْجَمَلِ اَلْأَحْمَرِ، اَلْمُشْرَبِ بِالنُّورِ، ذِي اَلْجَنَابِ اَلْحَسَنِ، وَ اَلثِّيَابِ اَلْخَشِنِ، سَيِّدِ اَلْمَاضِينَ عِنْدِي وَ أَكْرَمِ اَلْبَاقِينَ عَلَيَّ، اَلْمُسْتَنِّ بِسُنَّتِي، وَ اَلصَّائِرِ فِي دَارِ جَنَّتِي، وَ اَلْمُجَاهِدِ بِيَدِهِ اَلْمُشْرِكِينَ مِنْ أَجْلِي، فَبَشِّرْ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَ مُرْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعَزِّرُوهُ، وَ أَنْ يَنْصُرُوهُ. قَالَ عِيسَى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ): قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، مَنْ هَذَا اَلْعَبْدُ اَلصَّالِحُ اَلَّذِي قَدْ أَحَبَّهُ قَلْبِي وَ لَمْ تَرَهُ عَيْنِي؟ قَالَ: هُوَ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ، وَ هُوَ صِهْرُكَ عَلَى أُمِّكَ، قَلِيلُ اَلْأَوْلاَدِ كَثِيرُ اَلْأَزْوَاجِ، يَسْكُنُ مَكَّةَ مِنْ مَوْضِعِ أَسَاسٍ وَطِئَ إِبْرَاهِيمُ ، نَسْلُهُ مِنْ مُبَارَكَةَ، وَ هِيَ ضَرَّةُ أُمِّكَ فِي اَلْجَنَّةِ ، لَهُ شَأْنٌ مِنَ اَلشَّأْنِ، تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، يَأْكُلُ اَلْهَدِيَّةَ وَ لاَ يَقْبَلُ اَلصَّدَقَةَ، لَهُ حَوْضٌ مِنْ شَفِيرِ زَمْزَمَ إِلَى مَغِيبِ اَلشَّمْسِ، يُدْفَقُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ اَلرَّحِيقِ وَ اَلتَّسْنِيمِ؛ فِيهِ أَكَاوِيبُ عَدَدَ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً، وَ ذَلِكَ بِتَفْضِيلِي إِيَّاهُ عَلَى سَائِرِ اَلْمُرْسَلِينَ ، يُوَافِقُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ، وَ سَرِيرَتُهُ عَلاَنِيَتَهُ، فَطُوبَى لَهُ وَ طُوبَى لِأُمَّتِهِ اَلَّذِينَ عَلَى مِلَّتِهِ يَحْيَونَ، وَ عَلَى سُنَّتِهِ يَمُوتُونَ، وَ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ يَمِيلُونَ، آمِنِينَ مُؤْمِنِينَ، مُطْمَئِنِّينَ مُبَارَكِينَ، يَظْهَرُ فِي زَمَنِ قَحْطٍ وَ جَدْبٍ، فَيَدْعُونِّي فَتُرْخِي اَلسَّمَاءُ عَزَالِيَهَا حَتَّى يُرَى أَثَرُ بَرَكَاتِهَا فِي أَكْنَافِهَا، وَ أُبَارِكُ فِيمَا يَضَعُ فِيهِ يَدَهُ. قَالَ: إِلَهِي سَمِّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ أَحْمَدُ ، وَ هُوَ ، مُحَمَّدٌ رَسُولِي إِلَى اَلْخَلْقِ كَافَّةً، وَ أَقْرَبُهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً، وَ أَخْصَصُهُمْ عِنْدِي شَفَاعَةً، لاَ يَأْمُرُ إِلاَّ بِمَا أُحِبُّ وَ يَنْهَى لِمَا أَكْرَهُ. قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: فَأَنَّى تَقْدَمُ بِنَا عَلَى مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ؟ قَالَ: نَشْهَدُ أَحْوَالَهُ وَ نَنْظُرُ آيَاتِهِ ، فَإِنْ يَكُنْ هُوَ سَاعَدْنَاهُ بِالْمَسْأَلَةِ، وَ نَكُفُّهُ بِأَمْوَالِنَا عَنْ أَهْلِ دِينِنَا مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُ بِنَا، وَ إِنْ يَكُ كَاذِباً كَفَيْنَاهُ بِكَذِبِهِ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. قَالَ: وَ لِمَ - إِذَا رَأَيْتَ اَلْعَلاَمَةَ - لاَ تَتْبَعُهُ؟ قَالَ: أَ مَا رَأَيْتَ مَا فَعَلَ بِنَا هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمُ؟ أَكْرَمُونَا وَ مَوَّلُونَا، وَ نَصَبُوا لَنَا اَلْكَنَائِسَ وَ أَعْلَوْا فِيهَا ذِكْرَنَا، فَكَيْفَ تَطِيبُ اَلنَّفْسُ بِالدُّخُولِ فِي دِينٍ يَسْتَوِي فِيهِ اَلشَّرِيفُ وَ اَلْوَضِيعُ؟ فَلَمَّا قَدِمُوا اَلْمَدِينَةَ ، قَالَ مَنْ رَآهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مَا رَأَيْنَا وَفْداً مِنْ وُفُودِ اَلْعَرَبِ كَانُوا أَجْمَلَ مِنْهُمْ، لَهُمْ شُعُورٌ وَ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ اَلْحَبْرِ، وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مُتَنَاءٍ عَنِ اَلْمَسْجِدِ ، وَ حَضَرَتْ صَلاَتُهُمْ، فَقَامُوا فَصَلَّوْا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) تِلْقَاءَ اَلْمَشْرِقِ، فَهَمَّ بِهِمْ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) تَمْنَعُهُمْ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ: «دَعُوهُمْ» فَلَمَّا قَضَوْا صَلاَتَهُمْ جَلَسُوا إِلَيْهِ وَ نَاظَرُوهُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، حَاجِّنَا فِي عِيسَى ؟ قَالَ: «هُوَ عَبْدُ اَللَّهِ، وَ رَسُولُهُ ، وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ، وَ رُوحٌ مِنْهُ». فَقَالَ أَحَدُهُمْ: بَلْ هُوَ وَلَدُهُ وَ ثَانِي اِثْنَيْنِ. وَ قَالَ آخَرُ: بَلْ هُوَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ، أَبٌ وَ اِبْنٌ وَ رُوحُ اَلْقُدُسِ، وَ قَدْ سَمِعْنَاهُ فِي قُرْآنٍ نَزَلَ عَلَيْكَ يَقُولُ: فَعَلْنَا وَ جَعَلْنَا وَ خَلَقْنَا، وَ لَوْ كَانَ وَاحِداً لَقَالَ: خَلَقْتُ وَ جَعَلْتُ وَ فَعَلْتُ. فَتَغَشَّى اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْوَحْيُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ صَدْرُ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ إِلَى قَوْلِهِ رَأْسِ اَلسِّتِّينَ مِنْهَا: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ اَلْعِلْمِ فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ 
إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ. فَقَصَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [اَلْقِصَّةَ وَ تَلاَ] اَلْقُرْآنَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ - وَ اَللَّهِ - أَتَاكُمْ بِالْفَصْلِ مِنْ خَبَرِ صَاحِبِكُمْ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَمَرَنِي بِمُبَاهَلَتِكُمْ». فَقَالُوا: إِذَا كَانَ غَداً بَاهَلْنَاكَ، فَقَالَ اَلْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: حَتَّى نَنْظُرَ بِمَا يُبَاهِلُنَا غَداً بِكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِ مِنْ أَوْبَاشِ اَلنَّاسِ، أَمْ بِالْقِلَّةِ مِنْ أَهْلِ اَلصَّفْوَةِ وَ اَلطَّهَارَةِ، فَإِنَّهُمْ وَشِيجُ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ مَوْضِعُ نَهْلِهِمْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ غَدَا اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِيَمِينِهِ عَلِيٌّ ، وَ بِيَسَارِهِ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ ، وَ مِنْ وَرَائِهِمْ فَاطِمَةُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ) ، عَلَيْهِمُ اَلنِّمَارُ اَلنَّجْرَانِيَّةُ ، وَ عَلَى كَتِفِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كِسَاءٌ قَطَوَانِيٌّ رَقِيقٌ خَشِنٌ لَيْسَ بِكَثْيفٍ وَ لاَ لَيِّنٍ، فَأَمَرَ بِشَجَرَتَيْنِ فَكُسِحَ مَا بَيْنَهُمَا، وَ نَشَرَ اَلْكِسَاءَ عَلَيْهِمَا، وَ أَدْخَلَهُمْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ، وَ أَدْخَلَ مَنْكِبَهُ اَلْأَيْسَرَ مَعَهُمْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ مُعْتَمِداً عَلَى قَوْسِهِ اَلنَّبْعِ، وَ رَفَعَ يَدَهُ اَلْيُمْنَى إِلَى اَلسَّمَاءِ لِلْمُبَاهَلَةِ ، وَ أَشْرَفَ اَلنَّاسُ يَنْظُرُونَ وَ اِصْفَرَّ لَوْنُ اَلسَّيِّدِ وَ اَلْعَاقِبِ وَ زُلْزِلاَ حَتَّى كَادَا أَنْ تَطِيشَ عُقُولُهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَ نُبَاهِلُهُ؟ قَالَ: أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَا بَاهَلَ قَوْمٌ قَطُّ نَبِيّاً فَنَشَأَ صَغِيرُهُمْ أَوْ بَقِيَ كَبِيرُهُمْ؟ وَ لَكِنْ أَرِهِ أَنَّكَ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ، وَ أَعْطِهِ مِنَ اَلْمَالِ وَ اَلسِّلاَحِ مَا أَرَادَ، فَإِنَّ اَلرَّجُلَ مُحَارِبٌ، وَ قُلْ لَهُ: أَ بِهَؤُلاَءِ تُبَاهِلُنَا؟ لِئَلاَّ يَرَى أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ مَعْرِفَتُنَا بِفَضْلِهِ وَ فَضْلِ أَهْلِ بَيْتِهِ . فَلَمَّا رَفَعَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَدَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ لِلْمُبَاهَلَةِ ، قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: وَ أَيُّ رَهْبَانِيَّةٍ؟ دَارِكِ اَلرَّجُلَ، فَإِنَّهُ إِنْ فَاهَ بِبَهْلَةٍ لَمْ نَرْجِعْ إِلَى أَهْلٍ وَ لاَ مَالٍ. فَقَالاَ: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، أَ فَبِهَؤُلاَءِ تُبَاهِلُنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، هَؤُلاَءِ أَوْجَهُ مَنْ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ بَعْدِي إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَجِيهَةً، وَ أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ وَسِيلَةً». قَالَ: فَبَصْبَصَا - يَعْنِي اِرْتَعَدَا وَ كَرَّا - وَ قَالاَ لَهُ: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، نُعْطِيكَ أَلْفَ سَيْفٍ، وَ أَلْفَ دِرْعٍ، وَ أَلْفَ حَجَفَةٍ وَ أَلْفَ دِينَارٍ كُلَّ عَامٍ، عَلَى أَنَّ اَلدِّرْعَ وَ اَلسَّيْفَ وَ اَلْحَجَفَةَ عِنْدَكَ إِعَارَةٌ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا فَنُعْلِمَهُمْ بِالَّذِي رَأَيْنَا وَ شَاهَدْنَا، فَيَكُونَ اَلْأَمْرُ عَلَى مَلَإٍ مِنْهُمْ، فَإِمَّا اَلْإِسْلاَمَ ، وَ إِمَّا اَلْجِزْيَةَ، وَ إِمَّا اَلْمُقَاطَعَةَ فِي كُلِّ عَامٍ. فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْكُمَا، أَمَا وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْكَرَامَةِ، لَوْ بَاهَلْتُمُونِي بِمَنْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ لَأَضْرَمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْكُمُ اَلْوَادِيَ نَاراً تَأَجَّجُ تَأَجُّجاً، حَتَّى يُسَاقَهَا إِلَى مَنْ وَرَاءَكُمْ فِي أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ فَأَحْرَقَتْهُمْ تَأَجُّجاً». فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ اَلرُّوحُ اَلْأَمِينُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اَللَّهَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ، وَ يَقُولُ لَكَ: وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي وَ اِرْتِفَاعِ مَكَانِي لَوْ بَاهَلْتَ بِمَنْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ أَهْلَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلَ اَلْأَرْضِ لَتَسَاقَطَتِ اَلسَّمَاءُ كِسَفاً مُتَهَافِتَةً، وَ لَتَقَطَّعَتِ اَلْأَرَضُونَ زُبَراً سَابِحَةً ، فَلَمْ يَسْتَقِرَّ عَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَرَفَعَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: «وَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكُمْ حَقَّكُمْ، وَ بَخَسَنِيَ اَلْأَجْرَ اَلَّذِي اِفْتَرَضَهُ اَللَّهُ فِيكُمْ عَلَيْهِمْ، بَهْلَةُ اَللَّهِ تَتَابَعُ إِلَى ».
