شناسه حدیث :  ۳۰۸۳۹۵   |   نشانی :  تفسير فرات الکوفي  ,  جلد۱  ,  صفحه۵۹۹   عنوان باب :   و من سورة العاديات [سورة العاديات (100): الآیات 1 الی 11] قائل :   امام صادق (علیه السلام) ، پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) ، امیرالمؤمنین (علیه السلام)
[ فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِي] عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ بَحْرِ بْنِ طَيْفُورٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فِي قَوْلِ اَللَّهِ [تَبَارَكَ وَ] تَعَالَى « وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً » قَالَ هَذِهِ اَلسُّورَةُ فِي أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ قِيلَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَا كَانَ حَالُهُمْ وَ قِصَّتُهُمْ قَالَ إِنَّ أَهْلَ وَادِي اَلْيَابِسِ اِجْتَمَعُوا اِثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ وَ تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا أَنْ لاَ يَتَخَلَّفَ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ وَ لاَ يَخْذُلَ أَحَدٌ أَحَداً وَ لاَ يَفِرَّ رَجُلٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتُوا كُلُّهُمْ عَلَى خَلْقٍ وَاحِدٍ وَ يَقْتُلُونَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَخْبَرَهُ بِقِصَّتِهِم وَ مَا تَعَاهَدُوا عَلَيْهِ وَ تَوَاثَقُوا [وَ تَوَافَقُوا] وَ أَمَرَهُ أَنْ يَبْعَثَ أَبَا بَكْرٍ إِلَيْهِمْ [عَلَيْهِمْ] فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ فَصَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ [تَعَالَى] وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ إِنَّ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَخْبَرَنِي أَنَّ أَهْلَ اَلْوَادِي اَلْيَابِسِ [فِي] اِثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ قَدِ اِسْتَعَدُّوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَاثَقُوا [وَ تَوَافَقُوا] أَنْ لاَ يَغْدِرَ رَجُلٌ بِصَاحِبِهِ وَ لاَ يَفِرَّ عَنْهُ وَ لاَ يَخْذُلَهُ حَتَّى يَقْتُلُونِي أَوْ يَقْتُلُونَ أَخِي عَلِيَّ [بْنَ أَبِي طَالِبٍ] وَ أَمَرَنِي أَنْ أُسِيِّرَ إِلَيْهِمْ أَبَا بَكْرٍ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ فَخُذُوا فِي أَمْرِكُمْ وَ اِسْتَعِدُّوا لِعَدُوِّكُمْ وَ اِنْهَضُوا إِلَيْهِمْ عَلَى اِسْمِ اَللَّهِ وَ بَرَكَتِهِ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ فَأَخَذَ اَلْمُسْلِمُونَ عُدَّتَهُمْ وَ تَهَيَّئُوا وَ أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَبَا بَكْرٍ بِأَمْرٍ وَ كَانَ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ أَنْ إِذَا رَاهُمْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ اَلْإِسْلاَمَ فَإِنْ تَابَعُوهُ وَ إِلاَّ وَاقَعَهُمْ فَقَتَلَ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبَى ذَرَارِيَّهُمْ وَ اِسْتَبَاحَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَخْرَبَ دِيَارَهُمْ فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ فِي أَحْسَنِ عُدَّةٍ وَ أَحْسَنِ هَيْئَةٍ يَسِيرُ بِهِمْ سَيْراً رَفِيقاً حَتَّى اِنْتَهَوْا إِلَى أَهْلِ اَلْوَادِي اَلْيَابِسِ فَلَمَّا بَلَغَ اَلْقَوْمَ نُزُولُ اَلْقَوْمِ عَلَيْهِمْ وَ نُزُولُ أَبِي بَكْرٍ وَ أَصْحَابِهِ قَرِيباً مِنْهُمْ خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ وَادِي اَلْيَابِسِ مِائَتَا رَجُلٍ مُدَجَّجِينَ فِي اَلسِّلاَحِ فَلَمَّا صَادَفُوهُمْ قَالُوا لَهُمْ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ لِيَخْرُجْ إِلَيْنَا صَاحِبُكُمْ حَتَّى نُكَلِّمَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَ نَفَرٌ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ أَنَا صَاحِبُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [ص. ب] فَقَالُوا مَا أَقْدَمَكَ عَلَيْنَا قَالَ أَمَرَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكُمُ اَلْإِسْلاَمَ [وَ] إِنْ تَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ اَلْمُسْلِمُونَ وَ لَكُمْ مَا لَهُمْ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ وَ إِلاَّ فَالْحَرْبُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ قَالُوا لَهُ أَمَا وَ اَللاَّتِ وَ اَلْعُزَّى لَوْ لاَ رَحِمٌ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ وَ قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ لَقَتَلْنَاكَ وَ جَمِيعَ أَصْحَابِكَ حَتَّى يَكُونَ [تَكُونَ] حَدِيثاً لِمَنْ يَأْتِي بَعْدَكُمْ اِرْجِعْ أَنْتَ [وَ أَصْحَابُكَ] وَ مَنْ مَعَكَ وَ اِرْغَبُوا فِي اَلْعَافِيَةِ فَإِنَّا نُرِيدُ صَاحِبَكُمْ [بِعَيْنِهِ] وَ أَخَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِأَصْحَابِهِ يَا قَوْمِ [إِنَّ اَلْقَوْمَ] أَكْثَرُ مِنَّا أَضْعَافاً وَ أَعَدُّ مِنْكُمْ عُدَّةً وَ قَدْ نَأَتْ دَارُكُمْ [دِيَارُكُمْ] عَنْ إِخْوَانِكُمْ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ فَارْجِعُوا نُعْلِمْ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِحَالِ اَلْقَوْمِ فَقَالُوا لَهُ جَمِيعاً خَالَفْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَاتَّقِ اَللَّهَ وَ وَاقِعِ اَلْقَوْمَ وَ لاَ تُخَالِفْ قَوْلَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَ اَلشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى [يَرَاهُ] اَلْغَائِبُ فَانْصَرَفَ اَلنَّاسُ وَ اِنْصَرَفُوا أَجْمَعِينَ فَأَخْبَرَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بما قال [بِمَقَالَةِ] اَلْقَوْمِ وَ مَا رَدَّ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا أَبَا بَكْرٍ خَالَفْتَ [أَمْرِي] وَ لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ [بِهِ] وَ كُنْتَ لِي عَاصِياً فِيمَا أَمَرْتُكَ فَقَامَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [وَ صَعِدَ اَلْمِنْبَرَ ] فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا مَعَاشِرَ [مَعْشَرَ] اَلْمُسْلِمِينَ إِنِّي أَمَرْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَسِيرَ إِلَى أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ وَ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ اَلْإِسْلاَمَ وَ يَدْعُوَهُمْ إِلَى اَللَّهِ وَ إِلَيَّ فَإِنْ أَجَابُوا وَ إِلاَّ وَاقَعَهُمْ وَ إِنَّهُ سَارَ إِلَيْهِمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ فَلَمَّا سَمِعَ كَلاَمَهُمْ وَ مَا اِسْتَقْبَلُوهُ بِهِ اِنْفَتَحَ سَحْرُهُ [اِنْتَفَخَ صَدْرُهُ] وَ دَخَلَهُ اَلرُّعْبُ مِنْهُمْ وَ تَرَكَ قَوْلِي وَ لَمْ يُطِعْ أَمْرِي وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَمَرَنِي عَنِ اَللَّهِ [تَبَارَكَ وَ تَعَالَى] أَنْ أَبْعَثَ عُمَرَ مَكَانَهُ فِي أَصْحَابِهِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ فَسِرْ يَا عُمَرُ بِاسْمِ اَللَّهِ وَ لاَ تَعْمَلْ مَا عَمِلَ أَبُو بَكْرٍ أَخُوكَ فَإِنَّهُ قَدْ عَصَى اَللَّهَ وَ عَصَانِي وَ أَمَرَهُ بِمَا أَمَرَ بِهِ أَبَا بَكْرٍ فَخَرَجَ عُمَرُ وَ اَلْمُهَاجِرُونَ وَ اَلْأَنْصَارُ اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ أَبِي بَكْرٍ يَقْصِدُ بِهِمْ فِي مَسِيرِهِ [سَيْرِهِ] حَتَّى شَارَفَ اَلْقَوْمَ [فَكَانَ قَرِيباً] حَيْثُ يَرَاهُمْ وَ يَرَوْنَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِائَتَا رَجُلٍ مِنْ [أَهْلِ] وَادِي اَلْيَابِسِ فَقَالُوا لَهُ وَ لِأَصْحَابِهِ مِثْلَ مَقَالَتِهِمْ لِأَبِي بَكْرٍ فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّاسُ مَعَهُ وَ كَادَ أَنْ يَطِيرَ قَلْبُهُ لِمَا رَأَى مِنْ نَجْدَةِ اَلْقَوْمِ وَ جَمْعِهِمْ وَ رَجَعَ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ [عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَخْبَرَهُ] بِمَا صَنَعَ عُمَرُ وَ أَنَّهُ قَدْ اِنْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ اَلْمُسْلِمُونَ مَعَهُ فَصَعِدَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ [تَعَالَى] وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَ [هُمْ] بِمَا صَنَعَ عُمَرُ وَ مَا كَانَ مِنْهُ وَ أَنَّهُ قَدِ اِنْصَرَفَ بِالْمُسْلِمِينَ مَعَهُ مُخَالِفاً لِأَمْرِي عَاصِياً لِقَوْلِي فَقَامَ [فَقَدِمَ] إِلَيْهِ عُمَرُ وَ أَخْبَرَهُ [بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَهُ بِهِ صَاحِبُهُ] فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا عُمَرُ قَدْ عَصَيْتَ اَللَّهَ فِي عَرْشِهِ وَ عَصَيْتَنِي وَ خَالَفْتَ أَمْرِي وَ عَمِلْتَ بِرَأْيِكَ أَلاَ قَبَّحَ اَللَّهُ رَأْيَكَ وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَمَرَنِي عَنِ اَللَّهِ أَنْ أَبْعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي هَؤُلاَءِ اَلْمُسْلِمِينَ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَى بِهِ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ أَصْحَابُهُ أَرْبَعَةُ آلاَفِ فَارِسٍ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ اَللَّهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَخَرَجَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مَعَهُ اَلْمُهَاجِرُونَ وَ اَلْأَنْصَارُ فَسَارَ بِهِمْ [سَيْراً غَيْرَ] سَيْرِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَعْنَفَ بِهِمْ فِي اَلسَّيْرِ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَتَقَطَّعُوا مِنَ اَلتَّعَبِ وَ تَحَفَّى دَوَابُّهُمْ فَقَالَ لَهُمْ لاَ تَخَافُوا فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ وَ أَنَا مُنْتَهٍ إِلَى أَمْرِهِ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَيَفْتَحُ عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ أَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ غَادُونَ إِلَى خَيْرٍ فَطَابَتْ أَنْفُسُهُمْ وَ سَكَنَتْ قُلُوبُهُمْ فَسَارُوا كُلَّ ذَلِكَ فِي اَلسَّيْرِ وَ اَلتَّعَبِ اَلشَّدِيدِ حَتَّى بَاتُوا قَرِيباً مِنْهُمْ حَيْثُ يَرَاهُمْ وَ يَرَوْنَهُ وَ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَنْزِلُوا وَ سَمِعَ أَهْلُ اَلْوَادِي اَلْيَابِسِ بِقُدُومِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَخَرَجَ مِنْهُمْ إِلَيْهِ مِائَتَا فَارِسَ شَاكِينَ فِي اَلسِّلاَحِ فَلَمَّا رَآهُمْ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَرَجَ [فَخَرَجَ] إِلَيْهِمْ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ قَالَ أَنَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ اِبْنُ عَمِّ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَخُوهُ وَ رَسُولُهُ إِلَيْكُمْ أَنْ نَدْعُوَكُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً [عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ] [رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ] وَ لَكُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ مِنَ اَلْخَيْرِ وَ اَلشَّرِّ فَقَالُوا إِيَّاكَ أَرَدْنَا وَ أَنْتَ طَلِبَتُنَا قَدْ سَمِعْنَا مَقَالَتَكَ وَ مَا أَرَدْتَ [عَرَضْتَ] وَ هَذَا اَلْأَمْرُ [أَمْرٌ] لاَ يُوَافِقُنَا وَ تَبّاً لَكَ وَ لِأَصْحَابِكَ وَ خُذْ حِذْرَكَ وَ اِسْتَعِدَّ لِلْحَرْبِ وَ لَكِنَّا قَاتِلُوك وَ قَاتِلُوا أَصْحَابِكَ وَ اَلْمَوْعِدُ فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ غَداً سَحَراً [ضَحْوَةً] وَ قَدْ أَعْذَرْنَا فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَيْلَكُمْ تُهَدِّدُونِّي بِكَثْرَتِكُمْ وَ جَمْعِكُمْ وَ أَنَا أَسْتَعِينُ بِاللَّهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ بِالْمُسْلِمِينَ عَلَيْكُمْ وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ فَانْصَرَفُوا إِلَى مَرَاكِزِهِمْ [مراكزكم] وَ اِنْصَرَفَ عَلِيٌّ إِلَى مَرْكَزِهِ فَلَمَّا جَنَّهُ اَللَّيْلُ أَمَرَ عَلِيٌّ أَصْحَابَهُ أَنْ يَحُسُّوا دَوَابَّهُمْ وَ يَقْضِمُونَهَا [وَ يَحْبِسُونَهَا] وَ يُسْرِجُونَهَا فَلَمَّا أَسْفَرَ عَمُودُ اَلصُّبْحِ صَلَّى بِالنَّاسِ بِغَلَسٍ فَمَرَّ [ثُمَّ غَارَ] عَلَيْهِمْ بِأَصْحَابِهِ فَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى تَوَطَّأَتْهُمُ اَلْخَيْلُ فَمَا أَدْرَكَ آخَرُ أَصْحَابِهِ حَتَّى قَتَلَ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبَى ذَرَارِيَّهُمْ وَ اِسْتَبَاحَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَخْرَبَ دِيَارَهُمْ وَ أَقْبَلَ بِالْأُسَارَى وَ اَلْأَمْوَالِ مَعَهُ وَ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَ اَلنَّبِيَّ [رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ] بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ عَلَى [يَدَيِ] أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ جَمَاعَةِ اَلْمُسْلِمِينَ فَصَعِدَ اَلْمِنْبَرَ وَ حَمِدَ اَللَّهَ تَعَالَى وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَ اَلنَّاسَ بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ وَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْ مِنْهُمْ إِلاَّ رَجُلاَنِ فَخَرَجَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَسْتَقْبِلُ عَلِيّاً وَ جَمِيعُ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ حَتَّى لَقِيَهُ عَلَى [ثَلاَثَةِ] أَمْيَالٍ مِنَ اَلْمَدِينَةِ فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ مُقْبِلاً نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ نَزَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَتَّى اِلْتَزَمَهُ وَ قَبَّلَ اَلنَّبِيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ] بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ نَزَلَ جَمَاعَةُ اَلْمُسْلِمِينَ إِلَى عَلِيٍّ حَيْثُ نَزَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَقْبَلَ بِالْغَنِيمَةِ وَ اَلْأُسَارَى وَ مَا رَزَقَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَهْلِ اَلْوَادِي [وَادِي] اَلْيَابِسِ ثُمَّ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَا غَنِمَ اَلْمُسْلِمُونَ مِثْلَهَا قَطُّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ خَيْبَرَ فَإِنَّهَا مِثْلُ خَيْبَرَ وَ أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ « وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً » يَعْنِي بِالْعَادِيَاتِ اَلْخَيْلَ تَعْدُو بِالرِّجَالِ وَ اَلضَّبْحِ ضَبْحاً [ضبحتها صيحتها] فِي أَعِنَّتِهَا وَ لُجُمِهَا « فَالْمُورِيٰاتِ قَدْحاً » قَالَ قَدَحَتِ اَلْخَيْلُ « فَالْمُغِيرٰاتِ صُبْحاً » أُخْبِرُكَ أَنَّهَا أَغَارَتْ عَلَيْهَا صُبْحاً « فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً » يَعْنِي بِالْخَيْلِ أَثَرْنَ بِالْوَادِي نَقْعاً « فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً » جَمْعَ اَلْقَوْمِ « إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ » قَالَ لَكَفُورٌ « وَ إِنَّهُ عَلىٰ ذٰلِكَ لَشَهِيدٌ » قَالَ يَعْنِيهِمَا جَمِيعاً قَدْ شَهِدَا جَمْعَ وَادِي [اَلْوَادِي] اَلْيَابِسِ وَ تَمَنَّيَا اَلْحَيَاةَ « وَ إِنَّهُ لِحُبِّ اَلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ » يَعْنِي أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ « أَ فَلاٰ يَعْلَمُ إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي اَلْقُبُورِ. `وَ حُصِّلَ مٰا فِي اَلصُّدُورِ `إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ » قَالَ نَزَلَتْ هَاتَانِ اَلْآيَتَانِ فِيهِمَا خَاصَّةً كَانَا يُضْمِرَانِ ضَمِيرَ اَلسَّوْءِ وَ يَعْمَلاَنِ بِهِ فَأَخْبَرَ اَللَّهُ تَعَالَى خَبَرَهُمَا فَهَذِهِ قِصَّةُ أَهْلِ وَادِي [اَلْوَادِي] اَلْيَابِسِ وَ تَفْسِيرُ اَلسُّورَةِ .