رقم الحدیث :  ۴۱۴۰۸۳   |   تخريج :  تفسير کنز الدقائق و بحر الغرائب  ,  الجزء۲  ,  الصفحة۳۸۲   عنوان الباب :   الجزء الثاني سورة البقرة من الآية 59 الى آخر السورة [سورة البقرة (2): الآیات 244 الی 248] القائل :   امام باقر (علیه السلام)
و في تفسير عليّ بن إبراهيم : حدّثني أبي ، عن النّضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر - عليه السّلام : أنّ بني إسرائيل بعد موسى عملوا بالمعاصي و غيّروا دين اللّه و عتوا عن أمر ربّهم. و كان فيهم نبيّ يأمرهم و ينهاهم. فلم يطيعوه. و روى أنّه إرميا النّبيّ فسلّط اللّه عليهم جالوت . و هو من القبط . فاذلّهم. و قتل رجالهم. و أخرجهم من ديارهم و أموالهم. و استعبد نساءهم. ففزعوا إلى نبيّهم. و قالوا: سل أن اللّه يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل اللّه. و كانت النّبوّة في بني إسرائيل في بيت، و الملك و السّلطان في بيت آخر. لم يجمع اللّه لهم (النّبوّة و الملك) في بيت واحد. فمن ذلك قالوا: اِبْعَثْ لَنٰا [مَلِكاً نُقٰاتِلْ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ . فقال لهم نبيّهم: هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلْقِتٰالُ أَلاّٰ تُقٰاتِلُوا. قٰالُوا: وَ مٰا لَنٰا أَلاّٰ نُقٰاتِلَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ وَ قَدْ أُخْرِجْنٰا مِنْ دِيٰارِنٰا وَ أَبْنٰائِنٰا. و كان كما قال اللّه - تبارك و تعالى: فَلَمّٰا كُتِبَ عَلَيْهِمُ اَلْقِتٰالُ تَوَلَّوْا إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَ اَللّٰهُ عَلِيمٌ بِالظّٰالِمِينَ. ] فقال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ: إِنَّ اَللّٰهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طٰالُوتَ مَلِكاً. فغضبوا من ذلك. و قٰالُوا: أَنّٰى يَكُونُ لَهُ اَلْمُلْكُ عَلَيْنٰا. وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ. وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ اَلْمٰالِ . و كانت النّبوّة في ولد لاوي و الملك في ولد يوسف . و كان طالوت من ولد بنيامين أخي يوسف لأمّه. لم يكن من بيت النّبوّة و لا من بيت المملكة. فقال لهم نبيّهم: إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاهُ عَلَيْكُمْ وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِي اَلْعِلْمِ وَ اَلْجِسْمِ وَ اَللّٰهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشٰاءُ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ. و كان أعظمهم جسما. و كان شجاعا قويّا. و كان أعلمهم. إلاّ أنّه كان فقيرا. فعابوه بالفقر. فقالوا: لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ اَلْمٰالِ. فقال لهم نبيّهم: إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ اَلتّٰابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمّٰا تَرَكَ آلُ مُوسىٰ وَ آلُ هٰارُونَ تَحْمِلُهُ اَلْمَلاٰئِكَةُ. و كان التّابوت الذي أنزل على موسى ، فوضعته فيه أمّه، فألقته في اليمّ. فكان في بني إسرائيل [معظّما.] يتبرّكون به. فلمّا حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح و درعه و ما كان عنده من آيات النّبوّة. و أودعه يوشع ، وصيّه. فلم يزل التّابوت بينهم استخفّوا . و كان الصّبيان يلعبون به في الطّرقات. فلم يزل بنو إسرائيل في عزّ و شرف ما دام التّابوت عندهم. فلمّا عملوا بالمعاصي و استخفّوا بالتّابوت، رفعه اللّه عنهم. فلمّا سألوا النّبيّ بعث اللّه طالوت إليهم ملكا يقاتل معهم، ردّ اللّه عليهم التّابوت، كما قال اللّه: إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ اَلتّٰابُوتُ. فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمّٰا تَرَكَ آلُ مُوسىٰ وَ آلُ هٰارُونَ تَحْمِلُهُ اَلْمَلاٰئِكَةُ قال: البقيّة ذرّيّة الأنبياء قوله فيه سكينة من ربّكم. فإنّ التّابوت كان يوضع بين يدي العدوّ و بين المسلمين، فيخرج منه ريح طيّبة، لها وجه كوجه الإنسان.