رقم الحدیث :  ۴۱۰۰۳۰   |   تخريج :  البرهان في تفسير القرآن  ,  الجزء۴  ,  الصفحة۵۴۸   عنوان الباب :   الجزء الرابع سورة النمل سورة فاطر [سورة فاطر (35): الآیات 32 الی 35] القائل :   امام رضا (علیه السلام) ، پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله)
وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَوَيْهِ اَلْمُؤَدِّبُ ، وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا)، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ اَلرَّيَّانِ بْنِ اَلصَّلْتِ ، قَالَ: حَضَرَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مَجْلِسَ اَلْمَأْمُونِ بِمَرْوَ وَ قَدِ اِجْتَمَعَ إِلَيْهِ فِي مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ اَلْعِرَاقِ وَ خُرَاسَانَ ، فَقَالَ اَلْمَأْمُونُ : أَخْبِرُونِي عَنْ مَعْنَى هَذِهِ اَلْآيَةِ: ثُمَّ أَوْرَثْنَا اَلْكِتٰابَ اَلَّذِينَ اِصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا ، فَقَالَتِ اَلْعُلَمَاءُ: أَرَادَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ اَلْأُمَّةَ كُلَّهَا. فَقَالَ اَلْمَأْمُونُ : مَا تَقُولُ، يَا أَبَا اَلْحَسَنِ ؟ فَقَالَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «لاَ أَقُولُ كَمَا قَالُوا، وَ لَكِنْ أَقُولُ: أَرَادَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ اَلْعِتْرَةَ اَلطَّاهِرَةَ ». فَقَالَ اَلْمَأْمُونُ : وَ كَيْفَ عَنَى اَلْعِتْرَةَ مِنَ دُونِ اَلْأُمَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «لَوْ أَرَادَ اَلْأُمَّةَ لَكَانَتْ بِأَجْمَعِهَا فِي اَلْجَنَّةِ لِقَوْلِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ بِإِذْنِ اَللّٰهِ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ ، ثُمَّ جَمَعَهُمْ كُلَّهُمْ فِي اَلْجَنَّةِ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: جَنّٰاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهٰا يُحَلَّوْنَ فِيهٰا مِنْ أَسٰاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ، فَصَارَتِ اَلْوِرَاثَةُ لِلْعِتْرَةِ اَلطَّاهِرَةِ لاَ لِغَيْرِهِمْ». فَقَالَ اَلْمَأْمُونُ : مَنِ اَلْعِتْرَةُ اَلطَّاهِرَةُ ؟ فَقَالَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «اَلَّذِينَ وَصَفَهُمُ اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اَللَّهِ ، وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ، أَلاَ وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا. أَيُّهَا اَلنَّاسُ، لاَ تُعَلِّمُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ». قَالَتِ اَلْعُلَمَاءُ: أَخْبِرْنَا - يَا أَبَا اَلْحَسَنِ - عَنِ اَلْعِتْرَةِ: هُمُ اَلْآلُ، أَمْ غَيْرُ اَلْآلِ؟ فَقَالَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «هُمُ اَلْآلُ». قَالَتِ اَلْعُلَمَاءُ: وَ هَذَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُؤْثَرُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «أُمَّتِي آلِي» وَ هَؤُلاَءِ أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ بِالْخَبَرِ اَلْمُسْتَفَاضِ اَلَّذِي لاَ يُمْكِنُ دَفْعُهُ: اَلْآلُ أُمَّتُهُ. فَقَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَخْبِرُونِي: هَلْ تَحْرُمُ اَلصَّدَقَةُ عَلَى اَلْآلِ؟». قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «فَتَحْرُمُ عَلَى اَلْأُمَّةِ؟» قَالُوا: لاَ. قَالَ: «هَذَا فَرْقٌ بَيْنَ اَلْآلِ وَ اَلْأُمَّةِ. وَيْحَكُمْ، أَيْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ، أَ ضَرَبْتُمْ عَنِ اَلذِّكْرِ صَفْحاً، أَمْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ، أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُ وَقَعَتِ اَلْوِرَاثَةُ وَ اَلطَّهَارَةُ عَلَى اَلْمُصْطَفَيْنَ اَلْمُهْتَدِينَ دُونَ سَائِرِهِمْ؟!» قَالُوا: مِنْ أَيْنَ، يَا أَبَا اَلْحَسَنِ ؟ قَالَ: «مِنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا نُوحاً وَ إِبْرٰاهِيمَ وَ جَعَلْنٰا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا اَلنُّبُوَّةَ وَ اَلْكِتٰابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فٰاسِقُونَ ، فَصَارَتْ وِرَاثَةُ [اَلنُّبُوَّةِ وَ] اَلْكِتَابِ لِلْمُهْتَدِينَ دُونَ اَلْفَاسِقِينَ، أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ نُوحاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حِينَ سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، فَقَالَ: إِنَّ اِبْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ اَلْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ اَلْحٰاكِمِينَ وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَعَدَهُ أَنْ يُنْجِيَهُ وَ أَهْلَهُ، فَقَالَ لَهُ: يٰا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ فَلاٰ تَسْئَلْنِ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ اَلْجٰاهِلِينَ ؟». و الحديث طويل أخذنا ذلك منه .