رقم الحدیث :  ۴۰۹۶۳۲   |   تخريج :  البرهان في تفسير القرآن  ,  الجزء۴  ,  الصفحة۳۶۷   عنوان الباب :   الجزء الرابع سورة النمل سورة لقمان [سورة لقمان (31): الآیات 12 الی 13] القائل :   امام صادق (علیه السلام)
اَلطَّبْرِسِيُّ : رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيُّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، سَافِرْ بِسَيْفِكَ، وَ خُفِّكَ، وَ عِمَامَتِكَ، وَ خِبَائِكَ، وَ سِقَائِكَ، وَ خُيُوطِكَ، وَ مِخْرَزِكَ، وَ تَزَوَّدْ مَعَكَ مِنَ اَلْأَدْوِيَةِ مَا تَنْتَفِعُ بِهِ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ، وَ كُنْ مُوَافِقاً لِأَصْحَابِكَ إِلاَّ فِي مَعْصِيَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. يَا بُنَيَّ، إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَكْثِرِ اِسْتِشَارَتَهُمْ فِي أَمْرِكَ وَ أُمُورِهِمْ، وَ أَكْثِرِ اَلتَّبَسُّمَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَ كُنْ كَرِيماً عَلَى زَادِكَ بَيْنَهُمْ، وَ إِذَا دَعَوْكَ فَأَجِبْهُمْ، وَ إِذَا اِسْتَعَانُوا بِكَ فَأَعِنْهُمْ، وَ عَلَيْكَ بِطُولِ اَلصَّمْتِ، وَ كَثْرَةِ اَلصَّلاَةِ، وَ سَخَاءِ اَلنَّفْسِ بِمَا مَعَكَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ زَادٍ أَوْ مَاءٍ. وَ إِذَا اِسْتَشْهَدُوكَ عَلَى اَلْحَقِّ فَاشْهَدْ لَهُمْ، وَ أَجْهِدْ رَأْيَكَ لَهُمْ إِذَا اِسْتَشَارُوكَ، ثُمَّ لاَ تَعْزِمْ حَتَّى تَتَثَبَّتَ وَ تَنْظُرَ، وَ لاَ تُجِبْ فِي مَشُورَةٍ حَتَّى تَقُومَ فِيهَا وَ تَقْعُدَ وَ تَنَامَ وَ تَأْكُلَ وَ تُصَلِّيَ وَ أَنْتَ مُسْتَعْمِلٌ فِكْرَتَكَ وَ حِكْمَتَكَ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يُمْحِضِ اَلنَّصِيحَةَ مَنِ اِسْتَشَارَهُ، سَلَبَهُ اَللَّهُ رَأْيَهُ. وَ إِذَا رَأَيْتَ أَصْحَابَكَ يَمْشُونَ فَامْشِ مَعَهُمْ، وَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ يَعْمَلُونَ فَاعْمَلْ مَعَهُمْ، وَ اِسْمَعْ لِمَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ سِنّاً، وَ إِذَا أَمَرُوكَ بِأَمْرٍ وَ سَأَلُوكَ شَيْئاً فَقُلْ: نَعَمْ، وَ لاَ تَقُلْ: لاَ، فَإِنَّ لاَ عِيٌّ وَ لُؤْمٌ. وَ إِذَا تَحَيَّرْتُمْ فِي اَلطَّرِيقِ فَانْزِلُوا، وَ إِذَا شَكَكْتُمْ فِي اَلْقَصْدِ فَقِفُوا وَ تَآمَرُوا، وَ إِذَا رَأَيْتُمْ شَخْصاً وَاحِداً فَلاَ تَسْأَلُوهُ عَنْ طَرِيقِكُمْ، وَ لاَ تَسْتَرْشِدُوهُ، فَإِنَّ اَلشَّخْصَ اَلْوَاحِدَ فِي اَلْفَلاَةِ مُرِيبٌ، لَعَلَّهُ يَكُونُ عَيْنَ اَللُّصُوصِ، أَوْ يَكُونُ هُوَ اَلشَّيْطَانَ اَلَّذِي حَيَّرَكُمْ، وَ اِحْذَرُوا اَلشَّخْصَيْنِ أَيْضاً إِلاَّ أَنْ تَرَوْا مَا لاَ أَرَى، فَإِنَّ اَلْعَاقِلَ إِذَا أَبْصَرَ بِعَيْنِهِ شَيْئاً عَرَفَ اَلْحَقَّ مِنْهُ، وَ اَلشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى اَلْغَائِبُ. يَا بُنَيَّ، إِذَا جَاءَ وَقْتُ اَلصَّلاَةِ فَلاَ تُؤَخِّرْهَا لِشَيْءٍ، صَلِّهَا وَ اِسْتَرِحْ مِنْهَا فَإِنَّهَا دَيْنٌ، وَ صَلِّ فِي جَمَاعَةٍ وَ لَوْ عَلَى رَأْسِ زُجٍّ، وَ لاَ تَنَامَنَّ عَلَى دَابَّتِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ سَرِيعٌ فِي دُبُرِهَا، وَ لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ اَلْحُكَمَاءِ، إِلاَّ أَنْ تَكُونَ فِي مَحْمِلٍ يُمْكِنُكَ اَلتَّمَدُّدُ لاِسْتِرْخَاءِ اَلْمَفَاصِلِ، وَ إِذَا قَرُبْتَ مِنَ اَلْمَنْزِلِ فَانْزِلْ عَنْ دَابَّتِكَ، وَ اِبْدَأْ بِعَلَفِهَا قَبْلَ نَفْسِكَ فَإِنَّهَا نَفْسُكَ. وَ إِذَا أَرَدْتُمُ اَلنُّزُولَ فَعَلَيْكُمْ مِنْ بِقَاعِ اَلْأَرْضِ بِأَحْسَنِهَا لَوْناً، وَ أَلْيَنِهَا تُرْبَةً، وَ أَكْثَرِهَا عُشْباً، وَ إِذَا نَزَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ، وَ إِذَا أَرَدْتَ قَضَاءَ حَاجَتِكَ فَأَبْعِدِ اَلْمَذْهَبَ فِي اَلْأَرْضِ، فَإِذَا اِرْتَحَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ وَدِّعِ اَلْأَرْضَ اَلَّتِي حَلَلْتَ بِهَا، وَ سَلِّمْ عَلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لِكُلِّ بُقْعَةٍ أَهْلاً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ، وَ إِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ طَعَاماً حَتَّى تَبْدَأَ فَتَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَافْعَلْ؛ وَ عَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ كِتَابِ اَللَّهِ مَا دُمْتَ رَاكِباً، وَ عَلَيْكَ بِالتَّسْبِيحِ مَا دُمْتَ عَامِلاً عَمَلاً، وَ عَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ مَا دُمْتَ خَالِياً، وَ إِيَّاكَ وَ اَلسَّيْرَ فِي أَوَّلِ اَللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ، وَ إِيَّاكَ وَ رَفْعَ اَلصَّوْتِ فِي مَسِيرِكَ». وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ اَللَّهِ مَا أُوتِيَ لُقْمَانُ اَلْحِكْمَةَ بِحَسَبٍ، وَ لاَ مَالٍ، وَ لاَ بَسْطٍ فِي جِسْمٍ، وَ لاَ جَمَالٍ، وَ لَكِنَّهُ كَانَ رَجُلاً قَوِيّاً فِي أَمْرِ اَللَّهِ، مُتَوَرِّعاً فِي اَللَّهِ، سَاكِتاً سِكِّيتاً ، عَمِيقَ اَلنَّظَرِ، طَوِيلَ اَلتَّفَكُّرِ، حَدِيدَ اَلْبَصَرِ، لَمْ يَنَمْ نَهَاراً قَطُّ، وَ لَمْ يَتَّكِئُ فِي مَجْلِسٍ قَوْمٌ قَطُّ، وَ لَمْ يَتْفُلُ فِي مَجْلِسٍ قَوْمٌ قَطُّ، وَ لَمْ يَعْبَثُ بِشَيْءٍ قَطُّ، وَ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ اَلنَّاسِ عَلَى بَوْلٍ وَ لاَ غَائِطٍ قَطُّ وَ لاَ اِغْتِسَالٍ، لِشِدَّةِ تَسَتُّرِهِ وَ تَحَفُّظِهِ فِي أَمْرِهِ، وَ لَمْ يَضْحَكْ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ، وَ لَمْ يَغْضَبْ قَطُّ مَخَافَةَ اَلْإِثْمِ فِي دِينِهِ، وَ لَمْ يُمَازِحْ إِنْسَاناً قَطُّ، وَ لَمْ يَفْرَحْ بِمَا أُوتِيَهُ مِنَ اَلدُّنْيَا، وَ لاَ حُزْنٍ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَ قَدْ نَكَحَ مِنَ اَلنِّسَاءِ، وَ وُلِدَ لَهُ اَلْأَوْلاَدُ اَلْكَثِيرَةُ، وَ قَدَّمَ أَكْثَرَهُمْ إِفْرَاطاً فَمَا بَكَى عَلَى مَوْتِ أَحَدٌ مِنْهُمْ. وَ لَمْ يَمُرَّ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ أَوْ يَخْتَصِمَانِ إِلاَّ أَصْلَحَ بَيْنَهُمَا، وَ لَمْ يَمْضِ عَنْهُمَا حَتَّى تَحَاجَزَا ، وَ لَمْ يَسْمَعْ قَوْلاً اِسْتَحْسَنَهُ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ إِلاَّ سَأَلَهُ عَنْ تَفْسِيرِهِ، وَ عَمَّنْ أَخَذَهُ، وَ كَانَ يُكْثِرُ مُجَالَسَةَ اَلْفُقَهَاءِ وَ اَلْعُلَمَاءِ، وَ كَانَ يَغِشَى اَلْقُضَاةَ وَ اَلْمُلُوكُ وَ اَلسَّلاَطِينَ، فَيَرْثِي لِلْقُضَاةِ بِمَا اُبْتُلُوا بِهِ، وَ يَرْحَمُ اَلْمُلُوكَ وَ اَلسَّلاَطِينَ لِغِرَّتِهِمْ بِاللَّهِ، وَ طُمَأْنِينَتِهِمْ فِي ذَلِكَ، وَ يَتَعَلَّمُ مَا يَغْلِبُ بِهِ نَفْسَهُ، وَ يُجَاهِدُ بِهِ هَوَاهُ، وَ يَحْتَرِزُ بِهِ مِنَ اَلشَّيْطَانِ ، وَ كَانَ يُدَاوِي نَفْسَهُ بِالتَّفَكُّرِ وَ اَلْعِبَرِ، وَ كَانَ لاَ يَظْعَنُ إِلاَّ فِيمَا يَنْفَعُهُ، وَ لاَ يُنْظَرُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ، فَبِذَلِكَ أُوتِيَ اَلْحِكْمَةَ، وَ مُنِحَ اَلْعِصْمَةَ ».