رقم الحدیث :  ۴۰۵۶۵۲   |   تخريج :  البرهان في تفسير القرآن  ,  الجزء۲  ,  الصفحة۶۰۱   عنوان الباب :   الجزء الثاني سورة الأعراف مكية [سورة الأعراف (7): الآیات 163 الی 166] القائل :   امام باقر (علیه السلام) ، امیرالمؤمنین (علیه السلام)
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «وَجَدْنَا فِي كِتَابِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ ، وَ أَنَّ اَلْحِيتَانَ كَانَتْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ لِيَخْتَبِرَ اَللَّهُ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَشَرَعَتْ لَهُمْ فِي نَادِيهِمْ وَ قُدَّامَ أَبْوَابِهِمْ فِي أَنْهَارِهِمْ وَ سَوَاقِيهِمْ، فَتَبَادَرُوا إِلَيْهَا، فَأَخَذُوا يَصْطَادُونَهَا وَ يَأْكُلُونَهَا، فَلَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اَللَّهُ، لاَ يَنْهَاهُمُ اَلْأَحْبَارُ وَ لاَ يَنْهَاهُمُ اَلْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا. ثُمَّ إِنَّ اَلشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ: إِنَّمَا نُهِيتُمْ مِنْ أَكْلِهَا ، وَ لَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا يَوْمَ اَلسَّبْتِ، فَاصْطَادُوا ، وَ أَكَلُوهَا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ اَلْأَيَّامِ. فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: اَلْآنَ نَصْطَادُهَا، وَ اِنْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَمِينِ، وَ قَالُوا: اَللَّهَ اَللَّهَ، إِنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اَللَّهِ أَنْ تَعَرَّضُوا لِخِلاَفِ أَمْرِهِ، وَ اِعْتَزَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ذَاتَ اَلْيَسَارِ فَسَكَتَتْ فَلَمْ تَعِظْهُمْ، وَ قَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي لَمْ تَعِظْهُمْ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اَللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً . وَ قَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: مَعْذِرَةً إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ، قَالَ اَللَّهُ: فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ يَعْنِي لَمَّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا بِهِ، وَ مَضَوْا عَلَى اَلْخَطِيئَةِ، قَالَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلَّتِي وَعَظَتْهُمْ: لاَ وَ اَللَّهِ، لاَ نُجَامِعُكُمْ وَ لاَ نُبَايِتُكُمْ اَللَّيْلَ فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ اَلَّتِي عَصَيْتُمُ اَللَّهَ فِيهَا، مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ اَلْبَلاَءُ، فَنَزَلُوا قَرِيباً مِنَ اَلْمَدِينَةِ ، فَبَاتُوا تَحْتَ اَلسَّمَاءِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَوْلِيَاءُ اَللَّهِ اَلْمُطِيعُونَ لِأَمْرِ اَللَّهِ، غَدَوْا لِيَنْظُرُوا مَا حَالُ أَهْلِ اَلْمَعْصِيَةِ، فَأَتَوْا بَابَ اَلْمَدِينَةِ ، فَإِذَا هُوَ مُصْمَتٌ فَدَقُّوا، فَلَمْ يُجَابُوا وَ لَمْ يَسْمَعُوا مِنْهَا حِسَّ أَحَدٍ، فَوَضَعُوا سُلَّماً عَلَى سُورِ اَلْمَدِينَةِ ، ثُمَّ أَصْعَدُوا رَجُلاً مِنْهُمْ، فَأَشْرَفَ عَلَى اَلْمَدِينَةِ ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِالْقَوْمِ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ، فَقَالَ اَلرَّجُلُ لِأَصْحَابِهِ: يَا قَوْمِ، أَرَى - وَ اَللَّهِ - عَجَباً! فَقَالُوا: وَ مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى اَلْقَوْمَ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ، لَهُمْ أَذْنَابٌ - قَالَ-: فَكَسَرُوا اَلْبَابَ وَ دَخَلُوا اَلْمَدِينَةَ ، قَالَ: فَعَرَفَتِ اَلْقِرَدَةُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْإِنْسِ، وَ لَمْ تَعْرِفِ اَلْإِنْسُ أَنْسَابَهَا مِنَ اَلْقِرَدَةِ، فَقَالَ اَلْقَوْمُ لِلْقِرَدَةِ: أَ لَمْ نَنْهَكُمْ؟!». قَالَ: «فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنْسَابَهَا مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ لاَ يُنْكِرُونَ وَ لاَ يُغَيِّرُونَ، بَلْ تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ وَ تَفَرَّقُوا، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ ، وَ قَالَ اَللَّهُ: أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلسُّوءِ وَ أَخَذْنَا اَلَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ ».