بَعْضُهُمْ: إِنَّ اَلْحَكِيمَ تُرِيهِ اَلْحِكْمَةُ أَنَّ فَوْقَ عِلْمِهِ عِلْماً فَهُوَ أَبَداً يَتَوَاضَعُ لِتِلْكَ اَلزِّيَادَةِ وَ اَلْجَاهِلَ يَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ تَنَاهَى فَيَسْقُطُ بِجَهْلِهِ فَتَمْقُتُهُ اَلنُّفُوسُ عِلَلُ اَلْأَفْهَامِ أَشَدُّ مِنْ عِلَلِ اَلْأَجْسَامِ قَدْ يَقَعُ اَلْفَسَادُ فِي عُضْوٍ لِصَلاَحِ سَائِرِ اَلْأَعْضَاءِ كَالْكَيِّ وَ اَلْفَصْدِ بِالصَّبْرِ عَلَى مَضَضِ اَلسِّيَاسَةِ تُنَالُ شَرَفُ اَلنَّفَاسَةِ اَلنَّفْسُ اَلذَّلِيلَةُ لاَ تَجِدُ أَلَمَ اَلْهَوَانِ وَ اَلنَّفْسُ اَلْعَزِيزَةُ يُؤَثِّرُ فِيهَا يَسِيرُ اَلْكَلاَمِ مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى اَلْفَضَائِلِ فَلْتَكُنْ فَضَائِلُهُ بِتَرْكِ اَلرَّذَائِلِ أَعْجَزُ اَلْعَجَزَةِ مَنْ قَدَرَ أَنْ يُزِيلَ اَلْعَجْزَ عَنْ نَفْسِهِ فَلَمْ يَفْعَلْ اِسْتِبْصَارُ اَلْعُقَلاَءِ ضِدٌّ لِتَمَنِّي اَلْجَاهِلِ فَالْحَالُ اَلَّتِي يَبْكِي مِنْهَا اَلْعَاقِلُ عَلَيْهَا يَحْسُدُ اَلْجَاهِلُ كُرْهُ مَا لاَ بُدَّ مِنْهُ عَجْزٌ فِي صِحَّةِ اَلْعَقْلِ .