كمال الدين
ج۱ ص۲۱۳
شناسه حدیث :
۳۵۶۹۱۷
|
نشانی :
کمال الدين و تمام النعمة , جلد۱ , صفحه۲۱۳
عنوان باب :
الجزء الأول
[ثلاثة بحوث حول الإمامة و الوصية و بيان معنى العترة]
22 باب اتصال الوصية من لدن آدم عليه السّلام و أن الأرض لا تخلو من حجة لله عز و جل على خلقه إلى يوم القيامة
معصوم :
امام باقر (علیه السلام) ، حديث قدسی ، ، ، ، ، ،
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ
رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْهَمَدَانِيُّ
قَالَ حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ
عَنْ
أَبِيهِ
عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ
عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ
عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
قَالَ:
إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَهِدَ إِلَى
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
أَنْ لاَ يَقْرَبَ اَلشَّجَرَةَ فَلَمَّا بَلَغَ اَلْوَقْتُ اَلَّذِي كَانَ فِي عِلْمِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا نَسِيَ فَأَكَلَ مِنْهَا وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلىٰ
آدَمَ
مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً
فَلَمَّا أَكَلَ
آدَمُ
مِنَ اَلشَّجَرَةِ أُهْبِطَ إِلَى اَلْأَرْضِ فَوُلِدَ لَهُ
هَابِيلُ
وَ أُخْتُهُ تَوْأَماً وَ وُلِدَ لَهُ
قَابِيلُ
وَ أُخْتُهُ تَوْأَماً ثُمَّ إِنَّ
آدَمَ
أَمَرَ
هَابِيلَ
وَ
قَابِيلَ
أَنْ يُقَرِّبَا قُرْبَاناً وَ كَانَ
هَابِيلُ
صَاحِبَ غَنَمٍ وَ كَانَ
قَابِيلُ
صَاحِبَ زَرْعٍ فَقَرَّبَ
هَابِيلُ
كَبْشاً وَ قَرَّبَ
قَابِيلُ
مِنْ زَرْعِهِ مَا لَمْ يُنَقَّ وَ كَانَ كَبْشُ
هَابِيلَ
مِنْ أَفْضَلِ غَنَمِهِ وَ كَانَ زَرْعُ
قَابِيلَ
غَيْرَ مُنَقًّى فَتُقُبِّلَ قُرْبَانُ
هَابِيلَ
وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ قُرْبَانُ
قَابِيلَ
وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
وَ اُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ اِبْنَيْ
آدَمَ
بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبٰا قُرْبٰاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمٰا وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ اَلْآخَرِ
اَلْآيَةَ وَ كَانَ اَلْقُرْبَانُ إِذَا قُبِلَ تَأْكُلُهُ اَلنَّارُ فَعَمَدَ
قَابِيلُ
إِلَى اَلنَّارِ فَبَنَى لَهَا بَيْتاً وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ بَنَى لِلنَّارِ اَلْبُيُوتَ وَ قَالَ لَأَعْبُدَنَّ هَذِهِ اَلنَّارَ حَتَّى يُتَقَبَّلَ قُرْبَانِي ثُمَّ إِنَّ عَدُوَّ اَللَّهِ
إِبْلِيسَ
قَالَ
لِقَابِيلَ
إِنَّهُ قَدْ تُقُبِّلَ قُرْبَانُ
هَابِيلَ
وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ قُرْبَانُكَ فَإِنْ تَرَكْتَهُ يَكُونُ لَهُ عَقِبٌ يَفْتَخِرُونَ عَلَى عَقِبِكَ فَقَتَلَهُ
قَابِيلُ
فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
قَالَ لَهُ يَا
قَابِيلُ
أَيْنَ
هَابِيلُ
فَقَالَ مَا أَدْرِي وَ مَا بَعَثْتَنِي لَهُ رَاعِياً فَانْطَلَقَ
آدَمُ
فَوَجَدَ
هَابِيلَ
مَقْتُولاً فَقَالَ لُعِنْتِ مِنْ أَرْضٍ كَمَا قَبِلْتِ دَمَ
هَابِيلَ
فَبَكَى
آدَمُ
عَلَى
هَابِيلَ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ إِنَّ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَهَبَ لَهُ وَلَداً فَوُلِدَ لَهُ غُلاَمٌ فَسَمَّاهُ
هِبَةَ اَللَّهِ
لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَهَبَهُ لَهُ فَأَحَبَّهُ
آدَمُ
حُبّاً شَدِيداً فَلَمَّا اِنْقَضَتْ نُبُوَّةُ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
وَ اُسْتُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ أَوْحَى اَللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ يَا
آدَمُ
إِنَّهُ قَدِ اِنْقَضَتْ نُبُوَّتُكَ وَ اِسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ فَاجْعَلِ اَلْعِلْمَ اَلَّذِي عِنْدَكَ وَ اَلْإِيمَانَ وَ اَلاِسْمَ اَلْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ اَلْعِلْمِ وَ آثَارَ اَلنُّبُوَّةِ فِي اَلْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ عِنْدَ اِبْنِكَ
هِبَةِ اَللَّهِ
فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ اَلْعِلْمَ وَ اَلْإِيمَانَ وَ اَلاِسْمَ اَلْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ اَلْعِلْمِ وَ آثَارَ اَلنُّبُوَّةِ فِي اَلْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ إِلَى
يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ
وَ لَنْ أَدَعَ اَلْأَرْضَ إِلاَّ وَ فِيهَا عَالِمٌ يُعْرَفُ بِهِ دِينِي وَ يُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِي وَ يَكُونُ نَجَاةً لِمَنْ يُولَدُ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ
نُوحٍ
وَ ذَكَرَ
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
نُوحاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ
وَ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى بَاعِثٌ نَبِيّاً اِسْمُهُ
نُوحٌ
وَ إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيُكَذِّبُونَهُ فَيَقْتُلُهُمُ اَللَّهُ
بِالطُّوفَانِ
وَ كَانَ بَيْنَ
آدَمَ
وَ بَيْنَ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
عَشَرَةُ آبَاءٍ كُلُّهُمْ أَنْبِيَاءُ اَللَّهِ وَ أَوْصَى
آدَمُ
إِلَى
هِبَةِ اَللَّهِ
أَنَّ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُؤْمِنْ بِهِ وَ لْيَتَّبِعْهُ وَ لْيُصَدِّقْ بِهِ فَإِنَّهُ يَنْجُو مِنَ اَلْغَرَقِ ثُمَّ إِنَّ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
لَمَّا مَرِضَ اَلْمَرْضَةَ اَلَّتِي قُبِضَ فِيهَا أَرْسَلَ إِلَى
هِبَةِ اَللَّهِ
فَقَالَ لَهُ إِنْ لَقِيتَ
جَبْرَئِيلَ
أَوْ مَنْ لَقِيتَ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي اَلسَّلاَمَ وَ قُلْ لَهُ يَا
جَبْرَئِيلُ
إِنَّ أَبِي يَسْتَهْدِيكَ مِنْ ثِمَارِ
اَلْجَنَّةِ
فَفَعَلَ فَقَالَ لَهُ
جَبْرَئِيلُ
يَا
هِبَةَ اَللَّهِ
إِنَّ أَبَاكَ قَدْ قُبِضَ وَ مَا نَزَلْتُ إِلاَّ لِلصَّلاَةِ عَلَيْهِ فَارْجِعْ فَرَجَعَ فَوَجَدَ أَبَاهُ قَدْ قُبِضَ فَأَرَاهُ
جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
كَيْفَ يُغَسِّلُهُ فَغَسَّلَهُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ اَلصَّلاَةَ عَلَيْهِ قَالَ
هِبَةُ اَللَّهِ
يَا
جَبْرَئِيلُ
تَقَدَّمْ فَصَلِّ عَلَى
آدَمَ
فَقَالَ لَهُ
جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
يَا
هِبَةَ اَللَّهِ
إِنَّ اَللَّهَ أَمَرَنَا أَنْ نَسْجُدَ لِأَبِيكَ فِي
اَلْجَنَّةِ
فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَؤُمَّ أَحَداً مِنْ وُلْدِهِ فَتَقَدَّمَ
هِبَةُ اَللَّهِ
فَصَلَّى عَلَى
آدَمَ
وَ
جَبْرَئِيلُ
خَلْفَهُ وَ حِزْبٌ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَ كَبَّرَ عَلَيْهِ ثَلاَثِينَ تَكْبِيرَةً بِأَمْرِ
جَبْرَئِيلَ
فَرُفِعَ مِنْ ذَلِكَ خَمْساً وَ عِشْرِينَ تَكْبِيرَةً وَ اَلسُّنَّةُ فِينَا اَلْيَوْمَ خَمْسُ تَكْبِيرَاتٍ وَ قَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يُكَبِّرُ عَلَى
أَهْلِ بَدْرٍ
سَبْعاً وَ تِسْعاً ثُمَّ إِنَّ
هِبَةَ اَللَّهِ
لَمَّا دَفَنَ
آدَمَ
أَبَاهُ أَتَاهُ
قَابِيلُ
فَقَالَ لَهُ يَا
هِبَةَ اَللَّهِ
إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ
آدَمَ
أَبِي - خَصَّكَ مِنَ اَلْعِلْمِ بِمَا لَمْ أُخَصَّ بِهِ وَ هُوَ اَلْعِلْمُ اَلَّذِي دَعَا بِهِ أَخُوكَ
هَابِيلُ
فَتُقُبِّلَ قُرْبَانُهُ وَ إِنَّمَا قَتَلْتُهُ لِكَيْلاَ يَكُونَ لَهُ عَقِبٌ فَيَفْتَخِرُونَ عَلَى عَقِبِي فَيَقُولُونَ نَحْنُ أَبْنَاءُ اَلَّذِي تُقُبِّلَ قُرْبَانُهُ وَ أَنْتُمْ أَبْنَاءُ اَلَّذِي لَمْ يُتَقَبَّلْ قُرْبَانُهُ فَإِنَّكَ إِنْ أَظْهَرْتَ مِنَ اَلْعِلْمِ اَلَّذِي اِخْتَصَّكَ بِهِ أَبُوكَ شَيْئاً قَتَلْتُكَ كَمَا قَتَلْتُ أَخَاكَ
هَابِيلَ
فَلَبِثَ
هِبَةُ اَللَّهِ
وَ اَلْعَقِبُ مِنْهُ مُسْتَخْفِينَ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ اَلْعِلْمِ وَ اَلْإِيمَانِ وَ اَلاِسْمِ اَلْأَكْبَرِ وَ مِيرَاثِ اَلْعِلْمِ وَ آثَارِ عِلْمِ اَلنُّبُوَّةِ حَتَّى بُعِثَ
نُوحٌ
وَ ظَهَرَتْ وَصِيَّةُ
هِبَةِ اَللَّهِ
حِينَ نَظَرُوا فِي وَصِيَّةِ
آدَمَ
فَوَجَدُوا
نُوحاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ
قَدْ بَشَّرَ بِهِ أَبُوهُمْ
آدَمُ
فَآمَنُوا بِهِ وَ اِتَّبَعُوهُ وَ صَدَّقُوهُ وَ قَدْ كَانَ
آدَمُ
وَصَّى
هِبَةَ اَللَّهِ
أَنْ يَتَعَاهَدَ هَذِهِ اَلْوَصِيَّةَ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ فَيَكُونَ يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ فَيَتَعَاهَدُونَ بَعْثَ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
فِي زَمَانِهِ اَلَّذِي بُعِثَ فِيهِ وَ كَذَلِكَ جَرَى فِي وَصِيَّةِ كُلِّ نَبِيٍّ حَتَّى بَعَثَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
وَ إِنَّمَا عَرَفُوا
نُوحاً
بِالْعِلْمِ اَلَّذِي عِنْدَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا
نُوحاً
إِلىٰ قَوْمِهِ
اَلْآيَةَ وَ كَانَ مَا بَيْنَ
آدَمَ
وَ
نُوحٍ
مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ مُسْتَخْفِينَ وَ مُسْتَعْلِنِينَ وَ لِذَلِكَ خَفِيَ ذِكْرُهُمْ فِي
اَلْقُرْآنِ
فَلَمْ يُسَمَّوْا كَمَا سُمِّيَ مَنِ اِسْتَعْلَنَ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
وَ رُسُلاً قَدْ قَصَصْنٰاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ
يَعْنِي مَنْ لَمْ يُسَمِّهِمْ مِنَ اَلْمُسْتَخْفِينَ كَمَا سَمَّى اَلْمُسْتَعْلِنِينَ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ فَمَكَثَ
نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
فِي قَوْمِهِ
أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّٰ خَمْسِينَ عٰاماً
لَمْ يُشَارِكْهُ فِي نُبُوَّتِهِ أَحَدٌ وَ لَكِنَّهُ قَدِمَ عَلَى قَوْمٍ مُكَذِّبِينَ لِلْأَنْبِيَاءِ اَلَّذِينَ كَانُوا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ
آدَمَ
وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى:
كَذَّبَتْ قَوْمُ
نُوحٍ
اَلْمُرْسَلِينَ
يَعْنِي مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ
آدَمَ
إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى قَوْلِهِ:
وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ اَلْعَزِيزُ اَلرَّحِيمُ
ثُمَّ إِنَّ
نُوحاً
لَمَّا اِنْقَضَتْ نُبُوَّتُهُ وَ اُسْتُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ أَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَا
نُوحُ
إِنَّهُ قَدِ اِنْقَضَتْ نُبُوَّتُكَ وَ اِسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ فَاجْعَلِ اَلْعِلْمَ اَلَّذِي عِنْدَكَ وَ اَلْإِيمَانَ وَ اَلاِسْمَ اَلْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ اَلْعِلْمِ وَ آثَارَ اَلنُّبُوَّةِ فِي اَلْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ عِنْدَ
سَامٍ
فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَهَا مِنْ بُيُوتَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ اَلَّذِينَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ
آدَمَ
وَ لَنْ أَدَعَ اَلْأَرْضَ إِلاَّ وَ فِيهَا عَالِمٌ يُعْرَفُ بِهِ دِينِي وَ تُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِي وَ يَكُونُ نَجَاةً لِمَنْ يُولَدُ فِيمَا بَيْنَ قَبْضِ اَلنَّبِيِّ إِلَى خُرُوجِ اَلنَّبِيِّ اَلْآخَرِ وَ لَيْسَ بَعْدَ
سَامٍ
إِلاَّ
هُودٌ
فَكَانَ مَا بَيْنَ
نُوحٍ
وَ
هُودٍ
مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ مُسْتَخْفِينَ وَ مُسْتَعْلِنِينَ وَ قَالَ
نُوحٌ
إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَاعِثٌ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ
هُودٌ
وَ إِنَّهُ يَدْعُو قَوْمَهُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيُكَذِّبُونَهُ وَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُهْلِكُهُمْ بِالرِّيحِ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُؤْمِنْ بِهِ وَ لْيَتَّبِعْهُ فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُنَجِّيهِ مِنْ عَذَابِ اَلرِّيحِ وَ أَمَرَ
نُوحٌ
اِبْنَهُ
سَامَ
أَنْ يَتَعَاهَدَ هَذِهِ اَلْوَصِيَّةَ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ وَ يَكُونَ يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ فَيَتَعَاهَدُونَ فِيهِ بَعْثَ
هُودٍ
وَ زَمَانَهُ اَلَّذِي يَخْرُجُ فِيهِ فَلَمَّا بَعَثَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
هُوداً
نَظَرُوا فِيمَا عِنْدَهُمْ مِنَ اَلْعِلْمِ وَ اَلْإِيمَانِ وَ مِيرَاثِ اَلْعِلْمِ وَ اَلاِسْمِ اَلْأَكْبَرِ وَ آثَارِ عِلْمِ اَلنُّبُوَّةِ فَوَجَدُوا
هُوداً
نَبِيّاً وَ قَدْ بَشَّرَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ
نُوحٌ
فَآمَنُوا بِهِ وَ صَدَّقُوهُ وَ اِتَّبَعُوهُ فَنَجَوْا مِنْ عَذَابِ اَلرِّيحِ وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
وَ إِلىٰ
عٰادٍ
أَخٰاهُمْ
هُوداً
وَ قَوْلُهُ:
كَذَّبَتْ
عٰادٌ
اَلْمُرْسَلِينَ `إِذْ قٰالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ
هُودٌ
أَ لاٰ تَتَّقُونَ
وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ:
وَ وَصّٰى بِهٰا
إِبْرٰاهِيمُ
بَنِيهِ وَ
يَعْقُوبُ
وَ قَوْلُهُ
وَ وَهَبْنٰا لَهُ
إِسْحٰاقَ
وَ
يَعْقُوبَ
كُلاًّ هَدَيْنٰا
لِنَجْعَلَهَا فِي أَهْلِ بَيْتِهِ
وَ
نُوحاً
هَدَيْنٰا مِنْ قَبْلُ
لِنَجْعَلَهَا فِي أَهْلِ بَيْتِهِ فَآمَنَ اَلْعَقِبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ اَلْأَنْبِيَاءِ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ
إِبْرَاهِيمَ
لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
وَ كَانَ بَيْنَ
هُودٍ
وَ
إِبْرَاهِيمَ
مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ عَشَرَةُ أَنْبِيَاءَ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ:
وَ مٰا قَوْمُ
لُوطٍ
مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ
وَ قَوْلُهُ:
فَآمَنَ لَهُ
لُوطٌ
وَ قٰالَ إِنِّي مُهٰاجِرٌ إِلىٰ رَبِّي
وَ قَوْلُ
إِبْرَاهِيمَ
إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ
وَ قَوْلُهُ جَلَّ وَ عَزَّ
وَ
إِبْرٰاهِيمَ
إِذْ قٰالَ لِقَوْمِهِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ وَ اِتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ
فَجَرَى بَيْنَ كُلِّ نَبِيٍّ وَ نَبِيٍّ عَشَرَةُ آبَاءٍ وَ تِسْعَةُ آبَاءٍ وَ ثَمَانِيَةُ آبَاءٍ كُلُّهُمْ أَنْبِيَاءُ وَ جَرَى لِكُلِّ نَبِيٍّ مَا جَرَى
لِنُوحٍ
وَ كَمَا جَرَى
لِآدَمَ
وَ
هُودٍ
وَ
صَالِحٍ
وَ
شُعَيْبٍ
وَ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى
يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ
يُوسُفَ
فِي اَلْأَسْبَاطِ إِخْوَتِهِ حَتَّى اِنْتَهَتْ إِلَى
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ
وَ كَانَ بَيْنَ
يُوسُفَ
وَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ
عَشَرَةٌ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ فَأَرْسَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ
مُوسَى
وَ
هَارُونَ
إِلَى
فِرْعَوْنَ
وَ
هَامَانَ
وَ
قَارُونَ
ثُمَّ أَرْسَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلرُّسُلَ تَتْرَى
كُلَّ مٰا جٰاءَ أُمَّةً رَسُولُهٰا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنٰا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَحٰادِيثَ
وَ كَانَتْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ
تَقْتُلُ فِي اَلْيَوْمِ نَبِيَّيْنِ وَ ثَلاَثَةً وَ أَرْبَعَةً حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يُقْتَلُ فِي اَلْيَوْمِ اَلْوَاحِدِ سَبْعُونَ نَبِيّاً وَ يَقُومُ سُوقُ قَتْلِهِمْ فِي آخِرِ اَلنَّهَارِ فَلَمَّا أُنْزِلَتِ
اَلتَّوْرَاةُ
عَلَى
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
تُبَشِّرُ بِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
وَ كَانَ بَيْنَ
يُوسُفَ
وَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ
مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ عَشَرَةٌ وَ كَانَ وَصِيُّ
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ
يُوشَعَ بْنَ نُونٍ
وَ هُوَ فَتَاهُ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي
كِتَابِهِ
فَلَمْ تَزَلِ اَلْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ تُبَشِّرُ بِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ:
يَجِدُونَهُ
يَعْنِي
اَلْيَهُودَ
وَ
اَلنَّصَارَى
مَكْتُوباً
يَعْنِي صِفَةَ
مُحَمَّدٍ
وَ اِسْمَهُ
عِنْدَهُمْ فِي
اَلتَّوْرٰاةِ
وَ
اَلْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهٰاهُمْ عَنِ اَلْمُنْكَرِ
وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَحْكِي عَنْ
عِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ
وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اِسْمُهُ
أَحْمَدُ
فَبَشَّرَ
مُوسَى
وَ
عِيسَى عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ
بِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
كَمَا بَشَّرَتِ اَلْأَنْبِيَاءُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّى بَلَغَتْ
مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
فَلَمَّا قَضَى
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
نُبُوَّتَهُ وَ اُسْتُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ أَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنْ يَا
مُحَمَّدُ
قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ وَ اِسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ فَاجْعَلِ اَلْعِلْمَ اَلَّذِي عِنْدَكَ وَ اَلْإِيمَانَ وَ اَلاِسْمَ اَلْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ اَلْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ اَلنُّبُوَّةِ عِنْدَ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ اَلْعِلْمَ وَ اَلْإِيمَانَ وَ اَلاِسْمَ اَلْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ اَلْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ اَلنُّبُوَّةِ مِنَ اَلْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ بُيُوتَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ اَلَّذِينَ كَانُوا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ أَبِيكَ
آدَمَ
وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ:
إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ
آدَمَ
وَ
نُوحاً
وَ
آلَ إِبْرٰاهِيمَ
وَ
آلَ عِمْرٰانَ
عَلَى اَلْعٰالَمِينَ `ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَ اَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلِ اَلْعِلْمَ جَهْلاً وَ لَمْ يَكِلْ أَمْرَهُ إِلَى مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لاَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ وَ لَكِنَّهُ أَرْسَلَ رَسُولاً مِنْ مَلاَئِكَتِهِ إِلَى نَبِيِّهِ فَقَالَ لَهُ كَذَا وَ كَذَا وَ أَمَرَهُ بِمَا يُحِبُّ وَ نَهَاهُ عَمَّا يُنْكِرُ فَقَصَّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ وَ مَا خَلْفَهُ بِعِلْمٍ فَعَلَّمَ ذَلِكَ اَلْعِلْمَ أَنْبِيَاءَهُ وَ أَصْفِيَاءَهُ مِنَ اَلْآبَاءِ وَ اَلْإِخْوَانِ بِالذُّرِّيَّةِ اَلَّتِي بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ:
فَقَدْ آتَيْنٰا
آلَ إِبْرٰاهِيمَ
اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً
فَأَمَّا اَلْكِتَابُ فَالنُّبُوَّةُ وَ أَمَّا اَلْحِكْمَةُ فَهُمُ اَلْحُكَمَاءُ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلْأَصْفِيَاءِ مِنَ اَلصَّفْوَةِ وَ كُلُّ هَؤُلاَءِ مِنَ اَلذُّرِّيَّةِ اَلَّتِي
بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ
اَلَّذِينَ جَعَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِمُ اَلنُّبُوَّةَ وَ فِيهِمُ اَلْعَاقِبَةُ وَ حِفْظُ اَلْمِيثَاقِ حَتَّى تَنْقَضِيَ اَلدُّنْيَا فَهُمُ اَلْعُلَمَاءُ وَ وُلاَةُ اَلْأَمْرِ وَ أَهْلُ اِسْتِنْبَاطِ اَلْعِلْمِ وَ اَلْهُدَاةُ فَهَذَا بَيَانُ اَلْفَضْلِ فِي اَلرُّسُلِ وَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلْحُكَمَاءِ وَ أَئِمَّةِ اَلْهُدَى وَ اَلْخُلَفَاءِ اَلَّذِينَ هُمْ وُلاَةُ أَمْرِ اَللَّهِ وَ أَهْلُ اِسْتِنْبَاطِ عِلْمِ اَللَّهِ وَ أَهْلُ آثَارِ عِلْمِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلذُّرِّيَّةِ اَلَّتِي بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ مِنَ اَلصَّفْوَةِ بَعْدَ اَلْأَنْبِيَاءِ مِنَ اَلْآلِ وَ اَلْإِخْوَانِ وَ اَلذُّرِّيَّةِ مِنْ بُيُوتَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ فَمَنْ عَمِلَ بِعَمَلِهِمْ وَ اِنْتَهَى إِلَى أَمْرِهِمْ نَجَا بِنَصْرِهِمْ وَ مَنْ وَضَعَ وَلاَيَةَ اَللَّهِ وَ أَهْلَ اِسْتِنْبَاطِ عِلْمِ اَللَّهِ فِي غَيْرِ أَهْلِ اَلصَّفْوَةِ مِنْ بُيُوتَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ فَقَدْ خَالَفَ أَمْرَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَ اَلْجُهَّالَ وُلاَةَ أَمْرِ اَللَّهِ وَ اَلْمُتَكَلِّفِينَ بِغَيْرِ هُدًى وَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ أَهْلُ اِسْتِنْبَاطِ عِلْمِ اَللَّهِ فَكَذَّبُوا عَلَى اَللَّهِ وَ زَاغُوا عَنْ وَصِيَّةِ اَللَّهِ وَ طَاعَتِهِ فَلَمْ يَضَعُوا فَضْلَ اَللَّهِ حَيْثُ وَضَعَهُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا أَتْبَاعَهُمْ فَلاَ تَكُونُ لَهُمْ
يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ
حُجَّةٌ إِنَّمَا اَلْحُجَّةُ فِي
آلِ إِبْرَاهِيمَ
لِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
فَقَدْ آتَيْنٰا
آلَ إِبْرٰاهِيمَ
اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً
فَالْحُجَّةُ اَلْأَنْبِيَاءُ وَ أَهْلُ بُيُوتَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ حَتَّى تَقُومَ اَلسَّاعَةُ لِأَنَّ كِتَابَ اَللَّهِ يَنْطِقُ بِذَلِكَ وَ وَصِيَّةَ اَللَّهِ جَرَتْ بِذَلِكَ فِي اَلْعَقِبِ مِنَ اَلْبُيُوتِ اَلَّتِي رَفَعَهَا اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى اَلنَّاسِ فَقَالَ:
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ
وَ هِيَ بُيُوتَاتُ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلرُّسُلِ وَ اَلْحُكَمَاءِ وَ أَئِمَّةِ اَلْهُدَى فَهَذَا بَيَانُ عُرْوَةِ اَلْإِيمَانِ اَلَّتِي بِهَا نَجَا مَنْ نَجَا قَبْلَكُمْ وَ بِهَا يَنْجُو مَنِ اِتَّبَعَ
اَلْأَئِمَّةَ
وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي
كِتَابِهِ
:
وَ
نُوحاً
هَدَيْنٰا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ
دٰاوُدَ
وَ
سُلَيْمٰانَ
وَ
أَيُّوبَ
وَ
يُوسُفَ
وَ
مُوسىٰ
وَ
هٰارُونَ
وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي اَلْمُحْسِنِينَ `وَ
زَكَرِيّٰا
وَ
يَحْيىٰ
وَ
عِيسىٰ
وَ
إِلْيٰاسَ
كُلٌّ مِنَ اَلصّٰالِحِينَ `وَ
إِسْمٰاعِيلَ
وَ
اَلْيَسَعَ
وَ
يُونُسَ
وَ
لُوطاً
وَ كُلاًّ فَضَّلْنٰا عَلَى اَلْعٰالَمِينَ ` وَ مِنْ آبٰائِهِمْ وَ ذُرِّيّٰاتِهِمْ وَ إِخْوٰانِهِمْ وَ اِجْتَبَيْنٰاهُمْ وَ هَدَيْنٰاهُمْ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ `ذٰلِكَ هُدَى اَللّٰهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ وَ لَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ `أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحُكْمَ وَ اَلنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهٰا هٰؤُلاٰءِ فَقَدْ وَكَّلْنٰا بِهٰا قَوْماً لَيْسُوا بِهٰا بِكٰافِرِينَ
فَإِنَّهُ وَكَّلَ بِالْفَضْلِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنَ اَلْآبَاءِ وَ اَلْإِخْوَانِ وَ اَلذُّرِّيَّةِ وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي
كِتَابِهِ
فَإِنْ يَكْفُرْ بِهٰا
أُمَّتُكَ
فَقَدْ وَكَّلْنٰا
أَهْلَ بَيْتِكَ بِالْإِيمَانِ اَلَّذِي أَرْسَلْتُكَ بِهِ فَلاَ يَكْفُرُونَ بِهَا أَبَداً وَ لاَ أُضِيعُ اَلْإِيمَانَ اَلَّذِي أَرْسَلْتُكَ بِهِ وَ جَعَلْتُ أَهْلَ بَيْتِكَ بَعْدَكَ عَلَماً عَلَى أُمَّتِكَ وَ وُلاَةً مِنْ بَعْدِكَ وَ أَهْلَ اِسْتِنْبَاطِ عِلْمِيَ اَلَّذِي لَيْسَ فِيهِ كَذِبٌ وَ لاَ إِثْمٌ وَ لاَ وِزْرٌ وَ لاَ بَطَرٌ وَ لاَ رِيَاءٌ فَهَذَا تِبْيَانُ مَا بَيَّنَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ بَعْدَ
نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى طَهَّرَ
أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ
وَ جَعَلَ لَهُمْ أَجْرَ اَلْمَوَدَّةِ وَ أَجْرَى لَهُمُ اَلْوَلاَيَةَ وَ جَعَلَهُمْ أَوْصِيَاءَهُ وَ أَحِبَّاءَهُ وَ أَئِمَّتَهُ بَعْدَهُ فِي أُمَّتِهِ فَاعْتَبِرُوا أَيُّهَا اَلنَّاسُ فِيمَا قُلْتُ وَ تَفَكَّرُوا حَيْثُ وَضَعَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلاَيَتَهُ وَ طَاعَتَهُ وَ مَوَدَّتَهُ وَ اِسْتِنْبَاطَ عِلْمِهِ وَ حُجَّتَهُ فَإِيَّاهُ فَتَعَلَّمُوا وَ بِهِ فَاسْتَمْسِكُوا تَنْجُوا وَ تَكُونُ لَكُمْ بِهِ حُجَّةٌ
يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ
وَ اَلْفَوْزُ فَإِنَّهُمْ صِلَةُ مَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ رَبِّكُمْ وَ لاَ تَصِلُ اَلْوَلاَيَةُ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلاَّ بِهِمْ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقّاً عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُكْرِمَهُ وَ لاَ يُعَذِّبَهُ وَ مَنْ يَأْتِ اَللَّهَ بِغَيْرِ مَا أَمَرَهُ كَانَ حَقّاً عَلَى اَللَّهِ أَنْ يُذِلَّهُ وَ يُعَذِّبَهُ .
برای ثبت نمایه، وارد شوید
ترجمه (۲)
زبان ترجمه:
Please enable JavaScript to continue using this application.