شرح
السند موثّق.
قوله:
قال البيضاوي:
أي يستنصرون على المشركين، ويقولون:اللَّهُمَّ انصرنا بنبيّ آخر الزمان المنعوت في التوراة، أو يفتحون عليهم ويعرّفونهم أنّ نبيّاً يُبعث منهم، وقد اقترب زمانه،
والسين للمبالغة والإشعار بأنّ الفاعل يسأل ذلك عن نفسه . وقال الشيخ الطبرسي رحمه الله:
قال ابن عبّاس:كانت اليهود يستفتحون، أي يستنصرون على الأوس والخزرج برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قبل مبعثه، فلمّا بعثه اللّٰه من العرب، ولم يكن من بني إسرائيل، كفروا به، وجحدوا ما كانوا يقولون فيه، فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور: يا معشر اليهود، اتّقوا اللّٰه وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمّد، ونحن أهل الشرك، وتصفونه، وتذكرون أنّه مبعوث، فقال سلام بن مشكم أخو بني النضير:ما جاء بشيء نعرفه، وما بالذي كنّا نذكر لكم، فأنزل اللّٰه تعالى هذه الآية . ثمّ قال في تفسير الاستفتاح:
فيه وجوه:
أحدها:أنّ معناه يستنصرون، أي يقولون [في الحروب]:اللَّهُمَّ افتح علينا وانصرنا بحقّ النبيّ الاُمّي، اللَّهُمَّ انصرنا بحقّ النبيّ المبعوث إلينا، فهم يسألون الفتح الذي هو النصر.
وثانيها:أنّهم كانوا يقولون لمن ينابذهم:هذا نبيّ قد أطلَّ زمانه ينصرنا عليكم.
وثالثها:[أنّ] معنى يستفتحون يستعلمون من علمائهم صفة نبيّ يبعث من العرب، فكانوا يصفونه لهم، فلمّا بُعث أنكروه .
(ما بين عَير) بالفتح (واُحُد) بضمّتين، وهما جبلان بالمدينة.
(فمرّوا بجبل يسمّى حداد) .
كذا في أكثر النسخ، وفي بعضها:«حداداً» بالنصب، وهو الظاهر، ولعلّه على نسخة الأصل غير منصرف.
قال الفيروزآبادي:«حَدَد - محرّكة -:جبل بتيماء» . وقال بعض الأفاضل:«لعلّه زيد ألف حداد من النسّاخ، أو كان ذلك الجبل يسمّى بكلّ منهما» .
(فقالوا:حداد واُحد سواء) يعني أنّهم توهّموا اتّحادهما.
(فتفرّقوا عنده) أي عند حداد.
(فنزل بعضهم بتيماء) إلى قوله: (فاتّخذوا بأرض المدينة الأموال) .
قال الجوهري:«التيماء:الفلاة. وتيماء:اسم موضع» . وقال الفيروزآبادي:«فدك - محرّكة -:قرية بخيبر» . وقال:«خيبر:حصن معروف» . وقال:«آذنه الأمر وبه:أعلمه. وأذّن تأذيناً:أكثر الإعلام» . وقال:«بغيته أبغيته بغيةً - بالضمّ والكسر -:طلبته. والبغيّة - كرضيّة -:ما ابتغى بالبغية، بالكسر والضمّ» .
(فلمّا كثرت أموالهم بلغ تبّع، فغزاهم) .
قيل:تُبَّع:ملكٌ في الزمان الأوّل اسمه أسعد أبو كرب . وفي القاموس:«التبابعة:ملوك اليمن، الواحد كسكّر، ولا يسمّى به إلّاإذا كانت له حِمير وحضرموت» .
(وكانوا يرقّون) إلى قوله: (وكفرت به اليهود) .
في القاموس:«الرقّة - بالكسر -:الرحمة، رققت له أرِقُ» . وفيه:«استطاب الشيء:وجده طيّباً» . وفيه:«الاُسرة من الرجل:الرّهط الأدنون» . وقولهم:(ليس ذاك لك) أي لا يمكنك الإقامة فيها على جهة السلطنة؛ فإنّ غرضه من النزول فيها على تلك الجهة.
(وهو قول اللّٰه عزّ وجلّ:
مقتضى الظاهر عليهم والإتيان بالمظهر للدلالة على أنّهم لعنوا لكفرهم، فيكون اللّام للعهد. ويجوز أن يكون للجنس ويدخلوا فيه دخولاً أوّليّاً؛ لأنّ الكلام فيهم.
: موثق. قوله تعالى: