مرآة العقول ; ج ۸ ص ۱۷۸
: مرسل كالحسن لإجماع العصابة على المرسل و الضمير فيه و في الخبر الآتي راجعان إلى إبراهيم بن هاشم. و تليين الجناح كناية عن عدم تأذي من يجاوره و يجالسه و يحاوره من خشونته بأن يكون سلس الانقياد لهم و يكف أذاه عنهم أو كناية عن شفقته عليهم كما أن الطائر يبسط جناحه على أولاده ليحفظهم و يكنفهم كقوله تعالى:
وَ اِخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ اَلذُّلِّ مِنَ اَلرَّحْمَةِ
. قال الراغب: الجناح جناح الطائر و سمي جانبا الشيء جناحاه، فقيل جناحا السفينة و جناحا العسكر، و جناحا الإنسان لجانبيه، و قوله تعالى:
وَ اِخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ اَلذُّلِّ
فاستعارة و ذلك أنه لما كان الذل ضربين ضرب يضع الإنسان، و ضرب يرفعه، و قصد في هذا المكان إلى ما يرفع الإنسان لا إلى ما يضعه استعار لفظ الجناح فكأنه قيل: استعمل الذل الذي يرفعك عند الله من أجل اكتسابك الرحمة أو من أجل رحمتك لهم و قال: الخفض ضد الرفع و الخفض الدعة و السير اللين، فهو حث على تليين الجانب و الانقياد و كأنه ضد قوله: أن لا تعلوا على. و قال البيضاوي في قوله تعالى:
وَ اِخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ اَلذُّلِّ
تذلل لهما و تواضع فيهما، جعل للذل جناحا و أمره بخفضها للمبالغة أو أراد جناحه كقوله:
وَ اِخْفِضْ جَنٰاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ
و إضافته إلى الذل للبيان و المبالغة كما أضيف حاتم إلى الجود، و المعنى و اخفض لهما جناحك الذليل.
