شناسه حدیث :  ۴۱۲۵۴۲   |   نشانی :  البرهان في تفسير القرآن  ,  جلد۵  ,  صفحه۷۳۲   عنوان باب :   الجزءُ الخامسُ سورة العاديات [سورة العاديات (100): الآیات 1 الی 11] قائل :   امام صادق (علیه السلام) ، پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) ، امیرالمؤمنین (علیه السلام)
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ ، عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ مُوسَى ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً `فَالْمُورِيٰاتِ قَدْحاً ، قَالَ: «هَذِهِ اَلسُّورَةُ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ ». قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا كَانَ حَالُهُمْ وَ قِصَّتُهُمْ؟ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ وَادِي اَلْيَابِسِ اِجْتَمَعُوا اِثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَ تَعَاقَدُوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَافَقُوا عَلَى أَنْ لاَ يَتَخَلَّفَ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ، وَ لاَ يَخْذُلَ أَحَدٌ أَحَداً، وَ لاَ يَفِرَّ رَجُلٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتُوا كُلُّهُمْ عَلَى حِلْفٍ وَاحِدٍ، وَ يَقْتُلُوا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ أَخْبَرَهُ بِقِصَّتِهِمْ وَ مَا تَعَاقَدُوا عَلَيْهِ وَ تَوَافَقُوا، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَبْعَثَ أَبَا بَكْرٍ إِلَيْهِمْ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ ، فَصَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ قَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّ أَهْلَ وَادِي اَلْيَابِسِ اِثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، قَدِ اِسْتَعَدُّوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا عَلَى أَنْ لاَ يَغْدِرَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِصَاحِبِهِ وَ لاَ يَفِرَّ عَنْهُ، وَ لاَ يَخْذُلَهُ حَتَّى يَقْتُلُونِي وَ أَخِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، [وَ قَدْ] أَمَرَنِي أَنْ أُسَيِّرَ إِلَيْهِمْ أَبَا بَكْرٍ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ، فَخُذُوا فِي مَسِيرِكُمْ ، وَ اِسْتَعِدُّوا لِعَدُوِّكُمْ، وَ اِنْهَضُوا إِلَيْهِمْ عَلَى اِسْمِ اَللَّهِ وَ بَرَكَتِهِ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى. فَأَخَذَ اَلْمُسْلِمُونَ عُدَّتَهُمْ وَ تَهَيَّؤُوا، وَ أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَبَا بَكْرٍ بِأَمْرِهِ، وَ كَانَ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ أَنَّهُ إِذَا رَآهُمْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ اَلْإِسْلاَمَ ، فَإِنْ بَايَعُوكَ وَ إِلاَّ وَاقِفْهُمْ ، فَاقْتُلْ مُقَاتِلِيهِمْ، وَ اِسْبِ ذَرَارِيَّهُمْ، وَ اِسْتَبِحْ أَمْوَالَهُمْ، وَ خَرِّبْ ضِيَاعَهُمْ وَ دِيَارَهُمْ؛ فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ وَ مَعَهُ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ فِي أَحْسَنِ عُدَّةٍ، وَ أَحْسَنِ هَيْئَةٍ، يَسِيرُ بِهِمْ سَيْراً رَفِيقاً حَتَّى اِنْتَهَوْا إِلَى أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ ، فَلَمَّا نَظَرَ اَلْقَوْمُ نُزُولَ اَلْقَوْمِ عَلَيْهِمْ، وَ نَزَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ أَصْحَابُهُ قَرِيباً مِنْهُمْ، خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ مِائَتَا رَجُلٍ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاَحِ، فَلَمَّا صَادَفُوهُمْ قَالُوا لَهُمْ: مَنْ أَنْتُمْ؟ وَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ لِيَخْرُجْ إِلَيْنَا صَاحِبُكُمْ حَتَّى نُكَلِّمَهُ؛ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ اَلْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا أَبُو بَكْرِ صَاحِبُ رَسُولِ اَللَّهِ . قَالُوا: مَا أَقْدَمَكَ عَلَيْنَا؟ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اَللَّهِ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكُمْ اَلْإِسْلاَمَ ، فَإِنْ تَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ اَلْمُسْلِمُونَ ، لَكُمْ مَا لَهُمْ، وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ، وَ إِلاَّ فَالْحَرْبُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ؛ قَالُوا: وَ اَللاَّتِ وَ اَلْعُزَّى ، لَوْ لاَ رَحِمٌ مَاسَّةٌ وَ قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ لَقَتَلْنَاكَ وَ جَمِيعَ مَنْ مَعَكَ قِتْلَةً تَكُونُ حَدِيثاً لِمَنْ يَكُونُ بَعْدَكُمْ، فَارْجِعْ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ وَ اِرْبَحُوا اَلْعَافِيَةَ، فَإِنَّا إِنَّمَا نُرِيدُ صَاحِبَكُمْ بِعَيْنِهِ، وَ أَخَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِأَصْحَابِهِ: يَا قَوْمِ، اَلْقَوْمُ أَكْثَرُ مِنْكُمْ أَضْعَافاً، وَ أَعَدُّ مِنْكُمْ، وَ قَدْ نَأَتْ دَارُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمْ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ ، فَارْجِعُوا؛ نُعْلِمْ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِحَالِ اَلْقَوْمِ، فَقَالُوا لَهُ جَمِيعاً: خَالَفْتَ - يَا أَبَا بَكْرٍ - قَوْلَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ مَا أَمَرَكَ بِهِ، فَاتَّقِ اَللَّهَ وَ وَاقِعِ اَلْقَوْمَ، وَ لاَ تُخَالِفْ قَوْلَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ، وَ اَلشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى اَلْغَائِبُ، فَانْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّاسُ أَجْمَعُونَ، فَأُخْبِرَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِمَقَالَةِ اَلْقَوْمِ، وَ مَا رَدَّ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ [ رَسُولُ اَللَّهِ] (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا أَبَا بَكْرٍ ، خَالَفْتَ أَمْرِي، وَ لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ، وَ كُنْتَ لِي وَ اَللَّهِ عَاصِياً فِيمَا أَمَرْتُكَ. فَقَامَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَتَّى صَعِدَ اَلْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ اَلْمُسْلِمِينَ ، إِنِّي أَمَرْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَسِيرَ إِلَى أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ ، وَ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ اَلْإِسْلاَمَ ، وَ يَدْعُوَهُمْ إِلَى اَللَّهِ، فَإِنْ أَجَابُوهُ وَ إِلاَّ وَاقَعَهُمْ ، وَ إِنَّهُ سَارَ إِلَيْهِمْ، وَ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ، فَلَمَّا سَمِعَ كَلاَمَهُمْ وَ مَا اِسْتَقْبَلُوهُ بِهِ اِنْتَفَخَ سَحْرُهُ ، وَ دَخَلَهُ اَلرُّعْبُ مِنْهُمْ، وَ تَرَكَ قَوْلِي، وَ لَمْ يُطِعْ أَمْرِي، وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) جَاءَ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْهِمْ عُمَرَ مَكَانَهُ فِي أَصْحَابِهِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ، فَسِرْ يَا عُمَرُ عَلَى اِسْمِ اَللَّهِ، وَ لاَ تَعْمَلْ مَا عَمِلَ أَبُو بَكْرٍ أَخُوكَ، فَإِنَّهُ قَدْ عَصَى اَللَّهَ وَ عَصَانِي، وَ أَمَرَهُ بِمَا أَمَرَ بِهِ أَبَا بَكْرٍ . فَخَرَجَ عُمَرُ وَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارَ اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ أَبِي بَكْرٍ يَقْصِدُ فِي سَيْرِهِ حَتَّى شَارَفَ اَلْقَوْمَ وَ كَانَ قَرِيباً مِنْهُمْ بِحَيْثُ يَرَاهُمْ وَ يَرَوْنَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِائَتَا رَجُلٍ، فَقَالُوا لَهُ وَ لِأَصْحَابِهِ مِثْلَ مَقَالَتِهِمْ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَانْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّاسُ مَعَهُ، وَ كَادَ أَنْ يَطِيرَ قَلْبُهُ مِمَّا رَأَى مِنْ عُدَّةِ اَلْقَوْمِ وَ جَمْعِهِمْ، وَ رَجَعَ يَهْرُبُ مِنْهُمْ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَأَخْبَرَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِمَا صَنَعَ عُمَرُ ، وَ أَنَّهُ قَدِ اِنْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ اَلْمُسْلِمُونَ مَعَهُ. فَصَعِدَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَ أَخْبَرَهُمْ بِمَا صَنَعَ عُمَرُ وَ مَا كَانَ مِنْهُ، وَ أَنَّهُ قَدْ اِنْصَرَفَ [وَ اِنْصَرَفَ] اَلْمُسْلِمُونَ مَعَهُ مُخَالِفاً لِأَمْرِي، عَاصِياً لِقَوْلِي، فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَ بِهِ صَاحِبَهُ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، عَصَيْتَ اَللَّهَ فِي عَرْشِهِ وَ عَصَيْتَنِي، وَ خَالَفْتَ قَوْلِي، وَ عَمِلْتَ بِرَأْيِكَ، أَلاَ قَبَّحَ اَللَّهُ رَأْيَكَ، وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَبْعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي هَؤُلاَءِ اَلْمُسْلِمِينَ ، وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ يَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَدَعَا عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ أَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَى بِهِ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ أَصْحَابَهُ اَلْأَرْبَعَةَ آلاَفٍ، وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ اَللَّهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ. فَخَرَجَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ مَعَهُ اَلْمُهَاجِرُونَ وَ اَلْأَنْصَارُ ، فَسَارَ بِهِمْ سَيْراً غَيْرَ سَيْرِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَعْنَفَ بِهِمْ فِي اَلسَّيْرِ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَنْقَطِعُوا مِنَ اَلتَّعَبِ وَ تَحْفَى دَوَابُّهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَخَافُوا، فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَدْ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ، وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ سَيَفْتَحُ عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ، فَأَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ عَلَى خَيْرٍ وَ إِلَى خَيْرٍ، فَطَابَتْ نُفُوسُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ، وَ سَارُوا عَلَى ذَلِكَ اَلسَّيْرِ وَ اَلتَّعَبِ، حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيباً مِنْهُمْ حَيْثُ يَرَوْنَهُ وَ يَرَاهُمْ، أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَنْزِلُوا، وَ سَمِعَ أَهْلُ وَادِي اَلْيَابِسِ بِمَقْدَمِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ أَصْحَابِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ شَاكِينَ فِي اَلسِّلاَحِ، فَلَمَّا رَآهُمْ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) خَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا لَهُمْ: مَنْ أَنْتُمْ؟ وَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالَ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، اِبْنُ عَمِّ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَخُوهُ، وَ رَسُولُهُ إِلَيْكُمْ، أَدْعُوكُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ، وَ لَكُمْ [إِنْ آمَنْتُمْ] مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ. فَقَالُوا لَهُ: إِيَّاكَ أَرَدْنَا، وَ أَنْتَ طَلِبَتُنَا ، قَدْ سَمِعْنَا مَقَالَتَكَ وَ مَا عَرَضْتَ عَلَيْنَا، [هَذَا مَا لاَ يُوَافِقُنَا]، فَخُذْ حِذْرَكَ، وَ اِسْتَعِدَّ لِلْحَرْبِ اَلْعَوَانِ ، وَ اِعْلَمْ أَنَّا قَاتِلُوكَ وَ قَاتِلُوا أَصْحَابِكَ، وَ اَلْمَوْعُودُ فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ غَداً ضَحْوَةً، وَ قَدْ أَعْذَرْنَا فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ. فَقَالَ [لَهُمْ] عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَيْلَكُمْ تُهَدِّدُونِّي بِكَثْرَتِكُمْ وَ جَمْعِكُمْ، فَأَنَا أَسْتَعِينُ بِاللَّهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ اَلْمُسْلِمِينَ عَلَيْكُمْ، وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ؛ فَانْصَرَفُوا إِلَى مَرَاكِزِهِمْ، وَ اِنْصَرَفَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَى مَرْكَزِهِ، فَلَمَّا جَنَّ اَللَّيْلُ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُحْسِنُوا إِلَى دَوَابِّهِمْ وَ يُقْضِمُوا وَ يَحُسُّوا وَ يُسْرِجُوا، فَلَمَّا اِنْشَقَّ عَمُودُ اَلصُّبْحِ صَلَّى بِالنَّاسِ بِغَلَسٍ، ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ بِأَصْحَابِهِ، فَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى وَطِئَتْهُمْ اَلْخَيْلُ، فَمَا أَدْرَكَ آخِرُ أَصْحَابِهِ حَتَّى قَتَلَ مُقَاتِلِيهِمْ، وَ سَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَ اِسْتَبَاحَ أَمْوَالَهُمْ، وَ خَرَّبَ دِيَارَهُمْ، وَ أَقْبَلَ بِالْأُسَارَى وَ اَلْأَمْوَالِ مَعَهُ، وَ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ عَلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ جَمَاعَةِ اَلْمُسْلِمِينَ ، فَصَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَ أَخْبَرَ اَلنَّاسَ بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ ، وَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ مِنْهُمْ إِلاَّ رَجُلاَنِ، فَنَزَلَ، وَ خَرَجَ يَسْتَقْبِلُ عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي جَمِيعِ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ حَتَّى لَقِيَهُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ اَلْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مُقْبِلاً نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، وَ نَزَلَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَتَّى اِلْتَزَمَهُ، وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَنَزَلَ جَمَاعَةُ اَلْمُسْلِمِينَ إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حَيْثُ نَزَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَأَقْبَلَ بِالْغَنِيمَةِ وَ اَلْأُسَارَى وَ مَا رَزَقَهُمُ اَللَّهُ بِهِ مِنْ أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ ». ثُمَّ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) : «مَا غَنِمَ اَلْمُسْلِمُونَ مِثْلَهَا قَطُّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ خَيْبَرَ ، فَإِنَّهَا مِثْلُ خَيْبَرَ ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً يَعْنِي بِالْعَادِيَاتِ اَلْخَيْلَ تَعْدُو بِالرِّجَالِ، وَ اَلضَّبْحُ: صَيْحَتُهَا فِي أَعِنَّتِهَا وَ لُجُمِهَا فَالْمُورِيٰاتِ قَدْحاً `فَالْمُغِيرٰاتِ صُبْحاً فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهَا أَغَارَتْ عَلَيْهِمْ صُبْحاً». [قُلْتُ]: قَوْلُهُ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ؟ قَالَ: «يَعْنِي اَلْخَيْلَ، فَأَثَرْنَ بِالْوَادِي نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ». قُلْتُ: قَوْلُهُ: إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ؟ قَالَ: «لَكَفُورٌ». وَ إِنَّهُ عَلىٰ ذٰلِكَ لَشَهِيدٌ ؟ قَالَ: «يَعْنِيهِمَا جَمِيعاً، قَدْ شَهِدَا جَمِيعاً وَادِيَ اَلْيَابِسِ ، وَ كَانَا لِحُبِّ اَلْحَيَاةِ حَرِيصَيْنِ». [قُلْتُ]: قَوْلُهُ: أَ فَلاٰ يَعْلَمُ إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي اَلْقُبُورِ `وَ حُصِّلَ مٰا فِي اَلصُّدُورِ `إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ؟ قَالَ: «نَزَلَتِ اَلْآيَتَانِ فِيهِمَا خَاصَّةً، كَانَا يُضْمِرَانِ ضَمِيرَ اَلسَّوْءِ وَ يَعْمَلاَنِ بِهِ، فَأَخْبَرَ اَللَّهُ خَبَرَهُمَا وَ فَعَالَهُمَا، فَهَذِهِ قِصَّةُ أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ وَ تَفْسِيرُ اَلْعَادِيَاتِ ».