تفسير القمی ج۱ ص۱۱۴
تفسیر البرهان ج۱ ص۶۸۲
بحار الأنوار ج۲۰ ص۵۲
شناسه حدیث : ۳۰۸۵۵۲ | نشانی : تفسير القمی , جلد۱ , صفحه۱۱۴ عنوان باب : الجزء الأول 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 [سورة آلعمران (3): الآیات 122 الی 174] قائل : امیرالمؤمنین (علیه السلام) ، پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) ، امام صادق (علیه السلام) وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي وَاثِلَةَ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : كُنْتُ أُمَاشِي فُلاَناً إِذْ سَمِعْتُ مِنْهُ هَمْهَمَةً، فَقُلْتُ لَهُ مَهْ، مَا ذَا يَا فُلاَنُ قَالَ وَيْحَكَ أَ مَا تَرَى اَلْهِزْبَرَ اَلْقَضِمَ بْنَ اَلْقَضِمِ، وَ اَلضَّارِبَ بِالْبُهَمِ، اَلشَّدِيدَ عَلَى مَنْ طَغَى وَ بَغَى، بِالسَّيْفَيْنِ وَ اَلرَّايَةِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَقُلْتُ لَهُ يَا هَذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ اُدْنُ مِنِّي أُحَدِّثْكَ عَنْ شَجَاعَتِهِ وَ بُطُولَتِهِ، بَايَعْنَا اَلنَّبِيَّ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى أَنْ لاَ نَفِرَّ وَ مَنْ فَرَّ مِنَّا فَهُوَ ضَالٌّ، وَ مَنْ قُتِلَ مِنَّا فَهُوَ شَهِيدٌ وَ اَلنَّبِيُّ زَعِيمُهُ، إِذْ حَمَلَ عَلَيْنَا مِائَةُ صِنْدِيدٍ، تَحْتَ كُلِّ صِنْدِيدٍ مِائَةُ رَجُلٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَأَزْعَجُونَا عَنْ طَحُونَتِنَا فَرَأَيْتُ عَلِيّاً كَاللَّيْثِ يَتَّقِي اَلذَّرَّ [اَلدُّرَّ] وَ إِذْ قَدْ حَمَلَ كَفّاً مِنْ حَصًى فَرَمَى بِهِ فِي وُجُوهِنَا ثُمَّ قَالَ شَاهَتِ اَلْوُجُوهُ وَ قُطَّتْ وَ بُطَّتْ وَ لُطَّتْ، إِلَى أَيْنَ تَفِرُّونَ، إِلَى اَلنَّارِ ، فَلَمْ نَرْجِعْ، ثُمَّ كَرَّ عَلَيْنَا اَلثَّانِيَةَ وَ بِيَدِهِ صَفِيحَةٌ يَقْطُرُ مِنْهَا اَلْمَوْتُ، فَقَالَ بَايَعْتُمْ ثُمَّ نَكَثْتُمْ، فَوَ اَللَّهِ لَأَنْتُمْ أَوْلَى بِالْقَتْلِ مِمَّنْ قُتِلَ، فَنَظَرْتُ إِلَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُمَا سَلِيطَانِ يَتَوَقَّدَانِ نَاراً، أَوْ كَالْقَدَحَيْنِ اَلْمَمْلُوَّيْنِ دَماً، فَمَا ظَنَنْتُ إِلاَّ وَ يَأْتِي عَلَيْنَا كُلِّنَا، فَبَادَرْتُ أَنَا إِلَيْهِ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي، فَقُلْتُ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ اَللَّهَ اَللَّهَ، فَإِنَّ اَلْعَرَبَ تَكِرُّ وَ تَفِرُّ وَ إِنَّ اَلْكَرَّةَ تَنْفِي اَلْفَرَّةَ، فَكَأَنَّهُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ اِسْتَحْيَا فَوَلَّى بِوَجْهِهِ عَنِّي، فَمَا زِلْتُ أُسَكِّنُ رَوْعَةَ فُؤَادِي، فَوَ اَللَّهِ مَا خَرَجَ ذَلِكَ اَلرُّعْبُ مِنْ قَلْبِي حَتَّى اَلسَّاعَةِ». وَ لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلاَّ أَبُو دُجَانَةَ اَلْأَنْصَارِيُّ ، وَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَكُلَّمَا حَمَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اِسْتَقْبَلَهُمْ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ فَيَدْفَعُهُمْ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ وَ يَقْتُلُهُمْ حَتَّى اِنْقَطَعَ سَيْفُهُ، وَ بَقِيَتْ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَسِيبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ اَلْمَازِنِيَّةُ ، وَ كَانَتْ تَخْرُجُ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي غَزَوَاتِهِ تُدَاوِي اَلْجَرْحَى، وَ كَانَ اِبْنُهَا مَعَهَا فَأَرَادَ أَنْ يَنْهَزِمَ وَ يَتَرَاجَعَ، فَحَمَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ يَا بُنَيَّ، إِلَى أَيْنَ تَفِرُّ عَنِ اَللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ فَرَدَّتْهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَتَلَهُ، فَأَخَذَتْ سَيْفَ اِبْنِهَا فَحَمَلَتْ عَلَى اَلرَّجُلِ، فَضَرَبَتْهُ عَلَى فَخِذِهِ فَقَتَلَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَارَكَ اَللَّهُ عَلَيْكِ يَا نَسِيبَةُ، وَ كَانَتْ تَقِي رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِصَدْرِهَا وَ ثَدْيَيْهَا وَ يَدَيْهَا، حَتَّى أَصَابَتْهَا جِرَاحَاتٌ كَثِيرَةٌ، وَ حَمَلَ اِبْنُ قميتة[قَمِيئَةَ] [قمية] عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَقَالَ أَرُونِي مُحَمَّداً لاَ نَجَوْتُ إِنْ نَجَا مُحَمَّدٌ ، فَضَرَبَهُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، وَ نَادَى قَتَلْتُ مُحَمَّداً وَ اَللاَّتِ وَ اَلْعُزَّى ، وَ نَظَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى رَجُلٍ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ قَدْ أَلْقَى تُرْسَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ وَ هُوَ فِي اَلْهَزِيمَةِ، فَنَادَاهُ «يَا صَاحِبَ اَلتُّرْسِ أَلْقِ تُرْسَكَ وَ مُرَّ إِلَى اَلنَّارِ » فَرَمَى بِتُرْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا نَسِيبَةُ خُذِي اَلتُّرْسَ، فَأَخَذَتِ اَلتُّرْسَ وَ كَانَتْ تُقَاتِلُ اَلْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ «لَمَقَامُ نَسِيْبَةَ أَفْضَلُ مِنْ مَقَامِ فُلاَنٍ وَ فُلاَنٍ ». فَلَمَّا اِنْقَطَعَ سَيْفُ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّ اَلرَّجُلَ يُقَاتِلُ بِالسِّلاَحِ وَ قَدِ اِنْقَطَعَ سَيْفِي، فَدَفَعَ إِلَيْهِ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَيْفَهُ «ذَا اَلْفَقَارِ» فَقَالَ قَاتِلْ بِهَذَا، وَ لَمْ يَكُنْ يَحْمِلُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَحَدٌ، إِلاَّ يَسْتَقْبِلُهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَإِذَا رَأَوْهُ رَجَعُوا فَانْحَازَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى نَاحِيَةِ أُحُدٍ ، فَوَقَفَ وَ كَانَ اَلْقِتَالُ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ وَ قَدِ اِنْهَزَمَ أَصْحَابُهُ فَلَمْ يَزَلْ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُقَاتِلُهُمْ حَتَّى أَصَابَهُ فِي وَجْهِهِ وَ رَأْسِهِ وَ صَدْرِهِ وَ بَطْنِهِ، وَ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ تِسْعُونَ جِرَاحَةً فَتَحَامَوْهُ، وَ سَمِعُوا مُنَادِياً يُنَادِي مِنَ اَلسَّمَاءِ «لاَ سَيْفَ إِلاَّ ذُو اَلْفَقَارِ وَ لاَ فَتَى إِلاَّ عَلِيٌّ » فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ: «هَذِهِ وَ اَللَّهِ اَلْمُوَاسَاةُ يَا مُحَمَّدُ » فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ «لِأَنِّي مِنْهُ وَ هُوَ مِنِّي» وَ قَالَ جَبْرَئِيلُ «وَ أَنَا مِنْكُمَا». وَ كَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ فِي وَسْطِ اَلْعَسْكَرِ، فَكُلَّمَا اِنْهَزَمَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ رَفَعَتْ إِلَيْهِ مِيلاً وَ مُكْحُلَةً، وَ قَالَتْ إِنَّمَا أَنْتَ اِمْرَأَةٌ فَاكْتَحِلْ بِهَذَا، وَ كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ يَحْمِلُ عَلَى اَلْقَوْمِ، فَإِذَا رَأَوْهُ اِنْهَزَمُوا وَ لَمْ يَثْبُتْ لَهُ وَاحِدٌ، وَ كَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ قَدْ أَعْطَتْ وَحْشِيّاً عَهْداً، لَئِنْ قَتَلْتَ مُحَمَّداً أَوْ عَلِيّاً أَوْ حَمْزَةَ لَأَعْطَيْتُكَ رِضَاكَ وَ كَانَ وَحْشِيٌّ عَبْداً لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ حَبَشِيّاً، فَقَالَ وَحْشِيٌّ أَمَّا مُحَمَّدٌ فَلاَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ أَمَّا عَلِيٌّ فَرَأَيْتُهُ رَجُلاً حَذِراً، كَثِيرَ اَلاِلْتِفَاتِ فَلَمْ أَطْمَعْ فِيهِ، قَالَ فَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ فَرَأَيْتُهُ يَهُدُّ اَلنَّاسَ هَدّاً، فَمَرَّ بِي فَوَطِئَ عَلَى جُرُفِ نَهَرٍ فَسَقَطَ، فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي فَهَزَزْتُهَا وَ رَمَيْتُهُ فَوَقَعَتْ فِي خَاصِرَتِهِ، وَ خَرَجَتْ مِنْ مَثَانَتِهِ مُغَمَّسَةً بِالدَّمِ فَسَقَطَ فَأَتَيْتُهُ، فَشَقَقْتُ بَطْنَهُ وَ أَخَذْتُ كَبِدَهُ وَ أَتَيْتُ بِهَا إِلَى هِنْدٍ فَقُلْتُ لَهَا هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ ، فَأَخَذَتْهَا فِي فِيهَا فَلاَكَتْهَا فَجَعَلَهَا اَللَّهُ فِي فِيهَا مِثْلَ اَلدَّاغِصَةِ فَلَفَظَتْهَا وَ رَمَتْ بِهَا، فَبَعَثَ اَللَّهُ مَلَكاً فَحَمَلَهَا وَ رَدَّهَا إِلَى مَوْضِعِهَا، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَأْبَى اَللَّهُ أَنْ يُدْخِلَ شَيْئاً مِنْ بَدَنِ حَمْزَةَ اَلنَّارَ ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ هِنْدٌ فَقَطَعَتْ مَذَاكِيرَهُ وَ قَطَعَتْ أُذُنَيْهِ، وَ جَعَلَتْهُمَا خُرْصَيْنِ وَ شَدَّتْهُمَا فِي عُنُقِهَا، وَ قَطَعَتْ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ وَ تَرَاجَعَتِ اَلنَّاسُ، فَصَارَتْ قُرَيْشٌ عَلَى اَلْجَبَلِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَ هُوَ عَلَى اَلْجَبَلِ «اُعْلُ هُبَلُ » فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قُلْ لَهُ «اَللَّهُ أَعْلَى وَ أَجَلُّ» فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّهُ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَلِ اَللَّهُ أَنْعَمَ عَلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَا عَلِيُّ أَسْأَلُكَ بِاللاَّتِ وَ اَلْعُزَّى هَلْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَعَنَكَ اَللَّهُ، وَ لَعَنَ اَللَّهُ اَللاَّتَ وَ اَلْعُزَّى مَعَكَ، وَ اَللَّهِ مَا قُتِلَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ يَسْمَعُ كَلاَمَكَ، فَقَالَ أَنْتَ أَصْدَقُ، لَعَنَ اَللَّهُ اِبْنَ قَمِيئَةَ زَعَمَ أَنَّهُ قَتَلَ مُحَمَّداً . وَ كَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ قَدْ تَأَخَّرَ إِسْلاَمُهُ، فَلَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي اَلْحَرْبِ، أَخَذَ سَيْفَهُ وَ تُرْسَهُ وَ أَقْبَلَ كَاللَّيْثِ اَلْعَادِي، يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ، ثُمَّ خَالَطَ اَلْقَوْمَ فَاسْتُشْهِدَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ اَلْأَنْصَارِ فَرَآهُ صَرِيعاً بَيْنَ اَلْقَتْلَى، فَقَالَ يَا عَمْرُو أَنْتَ عَلَى دِينِكَ اَلْأَوَّلِ فَقَالَ مَعَاذَ اَللَّهِ، وَ اَللَّهِ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ قَدْ أَسْلَمَ فَهُوَ شَهِيدٌ فَقَالَ إِي وَ اَللَّهِ إِنَّهُ شَهِيدٌ، مَا رَجُلٌ لَمْ يُصَلِّ لِلَّهِ رَكْعَةً دَخَلَ اَلْجَنَّةَ غَيْرُهُ. وَ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ رَجُلٌ مِنَ اَلْخَزْرَجِ ، قَدْ تَزَوَّجَ فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ، اَلَّتِي كَانَ فِي صَبِيحَتِهَا حَرْبُ أُحُدٍ ، بِنْتَ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي سَلُولٍ وَ دَخَلَ بِهَا فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةِ، وَ اِسْتَأْذَنَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهَا، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ: إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلىٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ - لَمْ يَذْهَبُوا حَتّٰى يَسْتَأْذِنُوهُ - إِنَّ اَلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ - أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ فَإِذَا اِسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ 
» فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَهَذِهِ اَلْآيَةُ فِي سُورَةِ اَلنُّورِ وَ أَخْبَارُ أُحُدٍ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اَلتَّأْلِيفَ عَلَى خِلاَفِ مَا أَنْزَلَهُ اَللَّهُ، فَدَخَلَ حَنْظَلَةُ بِأَهْلِهِ وَ وَاقَعَ عَلَيْهَا، فَأَصْبَحَ وَ خَرَجَ وَ هُوَ جُنُبٌ، فَحَضَرَ اَلْقِتَالَ، فبعث[فَبَعَثَتِ] اِمْرَأَتُهُ إِلَى أَرْبَعَةِ نَفَرٍ مِنَ اَلْأَنْصَارِ لَمَّا أَرَادَ حَنْظَلَةُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهَا، وَ أَشْهَدَتْ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ وَاقَعَهَا، فَقِيلَ لَهَا لِمَ فَعَلْتِ ذَلِكِ قَالَتْ رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةِ فِي نَوْمِي، كَأَنَّ اَلسَّمَاءَ قَدِ اِنْفَرَجَتْ، فَوَقَعَ فِيهَا حَنْظَلَةُ ثُمَّ انظمت[اِنْضَمَّتْ]، فَعَلِمْتُ أَنَّهَا اَلشَّهَادَةُ، فَكَرِهْتُ أَنْ لاَ أُشْهِدَ عَلَيْهِ، فَحَمَلَتْ مِنْهُ. فَلَمَّا حَضَرَ اَلْقِتَالَ نَظَرَ حَنْظَلَةُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ عَلَى فَرَسٍ، يَجُولُ بَيْنَ اَلْعَسْكَرَيْنِ فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَضَرَبَ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ فَاكْتَسَعَتِ اَلْفَرَسُ وَ سَقَطَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى اَلْأَرْضِ وَ صَاحَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَنَا أَبُو سُفْيَانَ وَ هَذَا حَنْظَلَةُ يُرِيدُ قَتْلِي، وَ عَدَا أَبُو سُفْيَانَ وَ مَرَّ حَنْظَلَةُ فِي طَلَبِهِ، فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ فَطَعَنَهُ، فَمَشَى إِلَى اَلْمُشْرِكِ فِي طَعْنِهِ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، وَ سَقَطَ حَنْظَلَةُ إِلَى اَلْأَرْضِ بَيْنَ حَمْزَةَ وَ عَمْرِو بْنِ اَلْجَمُوحِ وَ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حِزَامٍ وَ جَمَاعَةٍ مِنَ اَلْأَنْصَارِ ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ رَأَيْتُ اَلْمَلاَئِكَةَ يُغَسِّلُونَ حَنْظَلَةَ بَيْنَ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْأَرْضِ، بِمَاءِ اَلْمُزْنِ فِي صَحَائِفَ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَانَ يُسَمَّى غَسِيلَ اَلْمَلاَئِكَةِ .
