شناسه حدیث :  ۳۰۴۷۶۱   |   نشانی :  التفسير المنسوب إلى الإمام العسکري عليه السلام  ,  جلد۱  ,  صفحه۳۹۶   عنوان باب :   السورة التي يذكر فيها البقرة [سورة البقرة (2): آیة 89] [دحر إبليس و أعوانه بمحمد و آله صلوات الله عليهم أجمعين:] قائل :   پيامبر اکرم (صلی الله علیه و آله)
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ : هَذِهِ نُصْرَةُ اَللَّهِ تَعَالَى لِلْيَهُودِ عَلَى اَلْمُشْرِكِينَ بِذِكْرِهِمْ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ . أَلاَ فَاذْكُرُوا يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، مُحَمَّداً وَ آلَهُ عِنْدَ نَوَائِبِكُمْ وَ شَدَائِدِكُمْ لِيَنْصُرَ اَللَّهُ بِهِ مَلاَئِكَتَكُمْ عَلَى اَلشَّيَاطِينِ اَلَّذِينَ يَقْصِدُونَكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَعَهُ مَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ يَكْتُبُ حَسَنَاتِهِ، وَ مَلَكٌ عَنْ يَسَارِهِ يَكْتُبُ سَيِّئَاتِهِ، وَ مَعَهُ شَيْطَانَانِ مِنْ عِنْدِ إِبْلِيسَ يُغْوِيَانِهِ، فَإِذَا وَسْوَسَا فِي قَلْبِهِ، ذَكَرَ اَللَّهَ وَ قَالَ: لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ، وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ، خَنَسَ اَلشَّيْطَانَانِ ثُمَّ صَارَا إِلَى إِبْلِيسَ فَشَكَوَاهُ وَ قَالاَ لَهُ: قَدْ أَعْيَانَا أَمْرُهُ، فَأَمْدِدْنَا بِالْمَرَدَةِ. فَلاَ يَزَالُ يُمِدُّهُمَا حَتَّى يُمِدَّهُمَا بِأَلْفِ مَارِدٍ، فَيَأْتُونَهُ، فَكُلَّمَا رَامُوهُ ذَكَرَ اَللَّهَ، وَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلطَّيِّبِينَ لَمْ يَجِدُوا عَلَيْهِ طَرِيقاً وَ لاَ مَنْفَذاً. قَالُوا لِإِبْلِيسَ : لَيْسَ لَهُ غَيْرُكَ تُبَاشِرُهُ بِجُنُودِكَ فَتَغْلِبَهُ وَ تُغْوِيَهُ، فَيَقْصِدُهُ إِبْلِيسُ بِجُنُودِهِ. فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: «هَذَا إِبْلِيسُ قَدْ قَصَدَ عَبْدِي فُلاَناً، أَوْ أَمَتِي فُلاَنَةَ بِجُنُودِهِ أَلاَ فَقَاتِلُوهُمْ» فَيُقَاتِلُهُمْ بِإِزَاءِ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ مِنْهُمْ، مِائَةُ [أَلْفِ] مَلَكٍ، وَ هُمْ عَلَى أَفْرَاسٍ مِنْ نَارٍ بِأَيْدِيهِمْ سُيُوفٌ مِنْ نَارٍ وَ رِمَاحٌ مِنْ نَارٍ، وَ قِسِيٌّ وَ نَشَاشِيبُ وَ سَكَاكِينُ وَ أَسْلِحَتُهُمْ مِنْ نَارٍ، فَلاَ يَزَالُونَ يُخْرِجُونَهُمْ وَ يَقْتُلُونَهُمْ بِهَا، وَ يَأْسِرُونَ إِبْلِيسَ ، فَيَضَعُونَ عَلَيْهِ تِلْكَ اَلْأَسْلِحَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَعْدَكَ وَعْدَكَ، قَدْ أَجَّلْتَنِي إِلَى . فَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: «وَعَدْتُهُ أَنْ لاَ أُمِيتَهُ، وَ لَمْ أَعِدْهُ أَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِ اَلسِّلاَحَ وَ اَلْعَذَابَ وَ اَلْآلاَمَ، اِشْتَفُوا مِنْهُ ضَرْباً بِأَسْلِحَتِكُمْ فَإِنِّي لاَ أُمِيتُهُ» فَيُثْخِنُونَهُ بِالْجِرَاحَاتِ ثُمَّ يَدْعُونَهُ، فَلاَ يَزَالُ سَخِينَ اَلْعَيْنِ عَلَى نَفْسِهِ وَ أَوْلاَدِهِ اَلْمَقْتُولِينَ وَ لاَ يَنْدَمِلُ شَيْءٌ مِنْ جِرَاحَاتِهِ إِلاَّ بِسَمَاعِهِ أَصْوَاتَ اَلْمُشْرِكِينَ بِكُفْرِهِمْ. فَإِنْ بَقِيَ هَذَا اَلْمُؤْمِنُ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، بَقِيَ عَلَى إِبْلِيسَ تِلْكَ اَلْجِرَاحَاتُ، وَ إِنْ زَالَ اَلْعَبْدُ عَنْ ذَلِكَ، وَ اِنْهَمَكَ فِي مُخَالَفَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَعَاصِيهِ، اِنْدَمَلَتْ جِرَاحَاتُ إِبْلِيسَ ، ثُمَّ قَوِيَ عَلَى ذَلِكَ اَلْعَبْدِ حَتَّى يُلْجِمَهُ وَ يُسْرِجَ عَلَى ظَهْرِهِ وَ يَرْكَبَهُ، ثُمَّ يَنْزِلُ عَنْهُ وَ يُرْكِبُ عَلَى ظَهْرِهِ شَيْطَاناً مِنْ شَيَاطِينِهِ، وَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَ مَا تَذْكُرُونَ مَا أَصَابَنَا مِنْ شَأْنِ هَذَا ذَلَّ وَ اِنْقَادَ لَنَا اَلْآنَ حَتَّى صَارَ يَرْكَبُهُ هَذَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تُدِيمُوا عَلَى إِبْلِيسَ سُخْنَةَ عَيْنِهِ وَ أَلَمَ جِرَاحَاتِهِ فَدَاوِمُوا عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَ ذِكْرِهِ، وَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ إِنْ زِلْتُمْ عَنْ ذَلِكَ كُنْتُمْ أُسَرَاءَ إِبْلِيسَ فَيَرْكَبُ أَقْفِيَتَكُمْ بَعْضُ مَرَدَتِهِ .